خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

أُوْلَـٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ
٥
-لقمان

روح البيان في تفسير القرآن

{ اولئك } المحسنون المتصفون بتلك الصفات الجليلة { على هدى } كائن { من ربهم } اى على بيان منه تعالى بين لهم طريقهم ووفقهم لذلك.
قال فى كشف الاسرار [برراست راهى اند وراهنمونى خداوند خويش { على هدى } بيان عبوديت است و { من ربهم } بيان ربوبيت بعد از كزار ومعاملت وتحصيل عبادت ايشانرا بستود هم باعتقاد سنت همه بكزارد عبوديت هم باقرار ربوبيت].
وفى الآية دليل على ان العبد لا يهتدى بنفسه الابهداية الله تعالى ألا ترى انه قال { على هدى من ربهم } وهورد على المعتزلة فانهم يقولون العبد يهتدى بنفسه.
قال شاه شجاع قدس سره ثلاثة من علامات الهدى. والاسترجاع عند المصيبة. والاستكانة عند النعمة. ونفى الامتنان عند العطية { واولئك هم المفلحون } الفائزون بكل مطلوب والناجون من كل مهروب لاستجماعهم العقيدة الحقة والعمل الصالح.
قال فى المفردات الفلاح الظفر وادراك البغية وذلك ضربان دنيوى واخروى. فالدنيوى الظفر بالسعادات التى تطيب بها حياة الدنيا. والاخروى اربعة اشياء. بقاء بلا فناء. وغنى بلا فقر. وعز بلا ذل. وعلم بلا جهل ولذلك قيل لا عيش الا عيش الآخرة ألا ترى الى قوله عليه السلام
"المؤمن لا يخلو عن قلة او علة او ذلة" يعنى ما دام فى الدنيا فانها دار البلايا المصائب والاوجاع ودل قوله تعالى { لكيلا يعلم بعد علم شيئا } على ان الانسان عند ارذل العمر يعود الى حال الطفولية من الجهل والنسيان اى اذا كان علمه حصوليا اما اذا كان حضوريا كالعلوم الوهبية لخواص المؤمنين فإنه لا يغيب ولا يزول عن قلبه ابدا لا فى الدنيا ولا فى برزخه ولا فى آخرته فان ذلك العلم الشريف الوهبى اللدنى ليس بيد العقل الجزئى الذى من شأنه عروض النسيان له عند ضعف حال الشيخوخة ولذا لا يطرأ عليهم العتة بالكبر بخلاف عوام المؤمنين والعلماء غالبا.
فعلى العاقل ان يجتهد حتى يدخل فى زمرة اهل الفلاح وذلك بتزكية النفس فى الدنيا والترقى الى مقامات المقربين فى العقبى وهى المقامات الواقعة فى جنات عدن والفردوس فالعاليات انما هى لاهل الهمة العالية نسأل الله تعالى ان يلحقنا بالابرار