خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَذُوقُواْ بِمَا نَسِيتُمْ لِقَآءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَآ إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُـواْ عَذَابَ ٱلْخُلْدِ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
١٤
-السجدة

روح البيان في تفسير القرآن

{ فذوقوا } الفاء لترتيب الامر بالذوق على ما يعرب عنه ما قبله من نفى الرجع الى الدنيا { بما نسيتم لقاء يومكم هذا } النسيان ترك الانسان ضبط ما استودع اما لضعف قلب واما عن غفلة او قصد حتى ينحذف عن القلب ذكره وكل نسيان من الانسان ذمه الله به فهو ما كان اصله من تعمد كما فى هذه الآية واشار بالباء الى انه وان سبق القول فى حق التعذيب لكنه كان بسبب موجب من جانبهم ايضا فان الله قد علم منهم سوء الاختيار وذلك السبب هو نسيانهم لقاء هذا اليوم الهائل وتركهم التفكر فيه والاستعداد له بالكلية بالاشتغال باللذات الدنيوية وشهواتها فان التوغل فيها يذهل الجن والانس عن تذكر الآخرة وما فيها من لقاء الله ولقاء جزائه ويسلط عليهم نسيانها واضافة اللقاء الى اليوم كاضافة المكر فى قوله { { بل مكر الليل والنهار } اى لقاء الله فى يومكم هذا.
وفى التأويلات النجمية يشير الى انكم كنتم فى الغفلة والنائم لا يذوق الم ما عليه من العذاب ما دام نائما ولكنه اذا انتبه من نومه يذوق الم ما به من العذاب فالناس نيام ليس لهم ذوق ما عليهم من العذاب فاذا ماتوا انتبهوا فقيل لهم ذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا { انا نسيناكم } تركناكم فى العذاب ترك المنسى بالكلية استهانة بكم ومجازاة لما تركتم. وفى التأويلات { انا نسيناكم } من الرحمة كما نسيتمونا من الخدمة { وذوقوا عذاب الخلد } اى العذاب المخلد فى جهنم فهو من اضافة الموصوف الى صفته مثل عذاب الحريق { بما كنتم تعملون } اى بالذى كنتم تعملونه من الكفر والمعاصى وهو تكرير للامر للتأكيد واظهار الغضب عليهم وتعيين المفعول المطوى للذوق والاشعار بان سببه ليس مجرد ما ذكر من النسيان بل له اسباب اخر من فنون الكفر والمعاصى التى كانوا مستمرين عليها فى الدنيا.
وعن كعب الاحبار قال اذا كان يوم القيامة تقوم الملائكة فيشفعون ثم تقوم الشهداء فيشفعون ثم تقوم المؤمنون فيشفعون حتى اذا انصرمت الشفاعة كلها خرجت الرحمة فتشفع حتى لا يبقى فى النار احد يعبأ الله به ثم يعظم بكاء اهلها فيها ويؤمر بالباب فيقبض عليهم فلا يدخل فيها روح ولا يخرج منها غم ابدا

الهى زدوزخ دوجشمم بدوز بنورت فردا بنارت مسوز