خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُواْ بِهَا خَرُّواْ سُجَّداً وَسَبَّحُواْ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ
١٥
-السجدة

روح البيان في تفسير القرآن

{ انما يؤمن بآياتنا } اى انكم ايها المجرمون لا تؤمنون بآياتنا ولا تعملون بموجبها عملا صالحا ولو رجعناكم الى الدنيا كما تدعون حسبما ينطق به قوله تعالى { { ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه } وانما يؤمن بها { الذين اذا ذكروا بها } وعظوا: وبالفارسية [بندداده شوند] { خروا سجدا }.
قال فى المفردات خر سقط سقوطا سمع منه خرير والخرير يقال لصوت الماء والريح وغير ذلك مما يسقط من العلو فاستعمال الخرور فى الآية تنبيه على اجتماع امرين السقوط وحصول الصوت منهم بالتسبيح.
وقوله بعد { وسبحوا بحمد ربهم } تنبيه على ان ذلك الخرير كان تسبيحا بحمد الله لا شيئا آخر انتهى اى سقطوا على وجوههم حال كونهم ساجدين خوفا من عذاب الله { وسبحوا } نزهوه عن كل ما لا يليق به من الشرك والشبه والعجز عن البعث وغير ذلك { بحمد ربهم } فى موضع الحال اى ملتبسين بحمده تعالى على نعمائه كتوفيق الايمان والعمل وغيرهما { وهم لا يستكبرون } الظاهر انه عطف على صلة الذين اى لا يتعظمون عن الايمان والطاعة كما يفعل من يصر مستكبرا كأن لم يسمعها وهذا محل سجود بالاتفاق.
قال الكاشفى [اين سجده نهم است بقول امام اعظمرحمه الله وبقول امام شافعى دهم حضرت شيخ اكبر قدس سره الاطهر اين را سجده تذكر كفته وساجد بايدكه متذكر كردد آن جيزى راكه ازان غافل شده وتصديق كند دلالات وجود واحدرا كه آن دلالتها درهمه اشيا موجودست]

همه ذرات ازمه تابماهى بوحدانينش داد كواهى
همه اجزاى كون ازمغزتابوست جووا بينى دليل وحدت اوست

وينبغى ان يدعو الساجد فى سجدته بما يليق بآيتها ففى هذه الآية يقول اللهم اجعلنى من الساجدين لوجهك المسبحين بحمدك واعوذ بك من ان اكون من المستكبرين عن امرك وكره مالكرحمه الله قراءة السجدة فى قراءة صلاة الفجر جهرا وسرا فان قرأ هل يسجد فيه قولان كذا فى فتح الرحمن.
قال فى خلاصة الفتاوى رجل قرأ آية السجدة فى الصلاة ان كانت السجدة فى آخر السورة او قريبا من آخرها بعدها آية او آيتان الى آخر السورة فهو بالخيار ان شاء ركع بها ينوى التلاوة وان شاء سجد ثم يعود الى القيام فيختم السورة وان وصل بها سورة اخرى كان افضل وان لم يسجد للتلاوة على الفور حتى ختم السورة ثم ركع وسجد لصلاته سقط عنه سجده التلاوة.
وفى التأويلات { وهم لا يستكبرون } عن سجودك كما استكبر ابليس ان يسجد لك الى قبلة آدم ولو سجد لآدم بامرك لكان سجوده فى الحقيقة لك وكان آدم قبلة للسجود كما ان الكعبة قبلة لنا فى سجودنا لك انتهى.
قال بعض الكبار وليس الانسان بمعصوم من ابليس فى صلاته الا فى سجوده لانه حينئذ يتذكر الشيطان معصيته فيحزن ويشتغل بنفسه ويعتزل عن المصلى فالعبد فى سجوده معصوم من الشيطان غير معصوم من النفس. فخواطر السجود كلها اما ربانية او ملكية او نفسية وليس للشيطان عليه من سبيل فاذا قام من سجوده غابت تلك الصفة عن ابليس فزال حزنه واشتغل بك.
فعلى العاقل ان يسارع الى الصلاة فريضة كانت او نافلة حتى يحصل الرغم للشيطان والرضى للرحمان ويتقرب الروح الى حضرة الملك المتعال ويجد لذة المناجاة وطعم الوصال

ذوق سجده زائداست از ذوق سكر نزدجان هركرا اين ذوق نى بى مغز باشد درجهان

اللهم اجعلنا من اهل سجدة الفناء انك سميع الدعاء