خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَآءَ ٱلْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَٱلَّذِي يُغْشَىٰ عَلَيْهِ مِنَ ٱلْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ ٱلْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى ٱلْخَيْرِ أوْلَـٰئِكَ لَمْ يُؤْمِنُواْ فَأَحْبَطَ ٱللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيراً
١٩
-الأحزاب

روح البيان في تفسير القرآن

{ اشحة عليكم } حال من فاعل يأتون جمع شحيح وهو البخيل.
قال الراغب الشح بخل مع حرص وذلك فيما كان عادة يقال رجل شحيح وقوم اشحة اى حال كونهم بخلاء عليكم بالمعاونة او الانفاق فى سبيل الله على فقراء المسلمين [يا نمى خواهدكه ظفر وغنيمت شمارا باشد] { فاذا جاء الخوف } خوف العدو { رأيتهم ينظرون اليك } فى تلك الحالة { تدور اعينهم } فى احداقكم يمينا وشمالا { كالذى يغشى عليه من الموت } اى دورانا كائنا كدوران عين المغشى عليه من معالجة سكرات الموت حذرا وخوفا والتجاء بك يقال غشى على فلان اذا نابه ما غشى فهمه اى ستره { فاذا ذهب الخوف } وجمعت الغنائم { سلقوكم } يقال سلقه بالكلام آذاه كما فى القاموس.
قال فى تاج المصادر [السلق: بزبان آزردن] ومنه سلقوكم { بألسنة حداد] اى جهروا فيكم بالسوء من القول وآذوكم. والحداد جمع حديد يقال لسان حديد نحو لسان صارم وماض وذلك اذا كان يؤثر تأثير الحديد: يعنى [برنجانند شمارا وسخنهاى سخت كويند بزبانهاى تيز يعنى تيز زبانى كنند] وقالوا وفروا قسمنا فانا قد ساعدناكم وقاتلنا معكم وبمكاننا غلبتم عدوكم وبنا نصرتم عليه { اشحة على الخير } نصب على الحال من فاعل سلقوكم: يعنى [در حالتى كه سخت حريصند برغنيمت مشاخيه ومجادله ميكنند دروقت قسمت او بخيلند برمال اين جهان نمى خواهندكه رساند بشما كرم وفضل خدا] فهم عند الغنيمة اشح الناس واجبنهم عند البأس { اولئك } الموصوفون بما ذكر من صفات السوء { لم يؤمنوا } بالاخلاص حيث ابطنوا خلاف ما اظهروا فصار اخبث الكفرة وابغضهم الى الله { فاحبط الله اعمالهم } اى اظهر بطلانها اذ لم يثبت لهم اعمال فتبطل لانهم منافقون وفى هذا دلالة على ان المعتبر عند الله هو العمل المبنى على التصديق والا فهو كبناء على غير اساس { وكان ذلك } الاحباط { على الله يسيرا } هينا: بالفارسية [آسان] لتعلق الارادة به وعدمها يمنعه عنه.
وفى التأويلات النجمية يشير الى مدعي الطلب اذا ارتدوا عن الطلب فانهم لم يؤمنوا ايمانا حقيقيا فى صدق الطلب والالم يرتدوا عن الطلب فان المشايخ قد قالوا ان مرتد الطريقة شر من مرتد الشريعة ولهذا قال تعالى { فاحبط الله اعمالهم } لانها لم تكن بايمان حقيقى بل كانت بالتقليد والرياء والسمعة وكان ذلك الرد والابطال على الله يسيرا.
وقد قال بعض الكبار انى لست بقطب الوجود ولكن مؤمن به فقيل له ونحن مؤمنون به ايضا فقال بين ايمان وايمان فرق فمن ايمان لا يزول كاصل الشجرة الراسخة ومن ايمان يزول كاصل النباتات الواهية وذلك لان المحسن الموقن مأمون من الارتداد والريب بخلاف اهل الغفلة والمتعبد على حرف

لا يزيل الماء نقشا فى الحجر بل يزيل النقش فى وجه الورق
باش بر عشق خدا ثابت قدم رونمى كردان زوجه باك حق