خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

ٱدْعُوهُمْ لآبَآئِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ ٱللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوۤاْ آبَاءَهُمْ فَإِخوَانُكُمْ فِي ٱلدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَآ أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَـٰكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً
٥
-الأحزاب

روح البيان في تفسير القرآن

{ ادعوهم لآبائهم } يقال فلان يدعى لفلان اى ينسب اليه ووقوع اللام ههنا للاستحقاق.
قال بعضهم [اين آيت براى زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبى بود] سبى صغيرا وكانت العرب فى جاهليتها يغير بعضهم على بعض ويسبى فاشتراه حكيم بن حزام لعمته خديجة بنت خويلد رضى الله عنها فلما تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهبته له وطلبه ابوه وعمه فخير فاختار رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعتقه ورباه كالاولاد وتبناه قبل الوحى وآخى بينه وبين حمزة بن عبد المطلب وكان يدعى زيد ابن محمد وكذا يدعى المقداد بن عمرو البهرانى المقداد ابن الاسود وسالم مولى ابى حذيفة سالم ابن ابى حذيفة وغير هؤلاء ممن تبنى وانتسب لغير ابيه [ودر صحيح بخارى از ابن عمر منقولست كه نمى كفتيم الازيد ابن محمد تا اين آيت آمد وما اورا زيد بن حارثة كفتيم] فالمعنى انسبوا الادعياء الى الذين ولدوهم فقولوا زيد بن حارثة وكذا غيره: وبالفارسية [مردانرا به بدران باز خوانيد] { هو } اى الدعاء لآبائهم فالضمير لمصدر ادعوا كما فى قوله
{ { اعدلوا هو اقرب للتقوى } { اقسط عند الله } القسط بالكسر العدل وبالفتح هو ان يأخذ قسط غير وذلك غيره انصاف ولذلك قيل قسط الرجل اذا جار واقسط اذا عدل ـ حكى ـ ان امرأة قال للحجاج انت القاسط فضربها وقال انما اردت القسط بالفتح واقسط افعل تفضيل قصد به الزيادة المطلقة والمعنى بالغ فى العدل والصدق: وبالفارسية [راسترست ودادتر].
وفى كشف الاسرار هو اعدل واصدق من دعائم اياهم لغير آبائهم { فان لم تعلموا } [بس اكرندانيد ونشناسيد] { آباءهم } [بدران ايشانرا تانسبت دهيد بآنها].
قال بعضهم متى عرض ما يحيل معنى الشرط جعلت ان بمعنى اذ واذ يكون للماضى فلا منافاة ههنا بين حرفى الماضى والاستقبال.
قال البيضاوى فى قوله تعالى
{ { فان لم تفعلوا } ان تفعلوا جزم بلم فانها لما صيرته اى المضارع ماضيا صارت كالجزء منه وحرف الشرط كالداخل على المجموع وكأنه قال فان تركتم الفعل ولذلك ساغ اجتماعهما اى حرف الشرط ولم { فاخوانكم فى الدين } اى فهم اخوانكم فى الدين يعنى من اسلم منهم { ومواليكم } واولياؤكم فيه اى فادعوهم بالاخوة الدينية والمولوية وقولوا هذا اخى وهذا مولاى بمعنى الاخوة والولاية فى الدين فهو من الموالاة والمحبة.
قال بعضهم [ايشانرا برادر مى خوانيد واكر شمارا مولاست يعنى آزاد كرده مولى ميخوانيد] ويدل عليه ان ابا حذيفة اعتق عبدا يقال له سالم وتبناه وكانوا يسمونه سالم ابن ابى حذيفة كما سبق فلما نزلت هذه الآية سموه سالما مولى ابى حذيفة { وليس عليكم جناح } اى اثم يقال جنحت السفينة اى مالت الى احد جانبيها وسمى الاثم المائل بالانسان على الحق جناحا ثم سمى كل اثم جناحا.
وقال بعضهم انه معرب كناه على ما هو عادة العرب فى الابدال ومثله الجوهر معرّب كوهر { فيما اخطأتم به } بقطع الهمزة لان همزة باب الافعال مقطوعة اى فيما فعلتموه من ذلك مخطئين قبل النهى او بعده على سبق اللسان او النسيان. وقال ابن عطية لا تتصف التسمية بالخطأ إلا بعد النهى والخطأ العدول عن الجهة. وفرق بين الخاطئ والمخطئ فان من يأتى بالخطأ وهو يعلم انه خطأ فهو خاطئ فاذا لم يعلم فهو مخطئ يقال اخطأ الرجل فى كلامه وامره اذا ازل وهفا وخطأ الرجل اذا ضل فى دينه وفعله ومنه
{ { لا يأكله الا الخاطئون } والمعنى: بالفارسية [دران جيزى كه خطا كرديد بآن] { { ولكن ما تعمدت قلوبكم } اى ولكن الجناح فيما قصدت قلوبكم بعد النهى على ان ما فى محل الجر عطفا على ما اخطأتم او ما تعمدت قلوبكم فيه الجناح على ان محل ما الرفع على الابتداء محذوف الخبر وفى الحديث "من دعى الى غير ابيه وهو يعلم انه غير ابيه فالجنة عليه حرام" { وكان الله غفورا رحيما } بليغ المغفرة والرحمة يغفر لخطيئتى ويرحم. وسمع عمر رضى الله عنه رجلا يقول اللهم اغفر خطاياى فقال يا ابن آدم استغفر العمد واما الخطأ فقد تجاوز لك عنه.
يقول الفقير هذا لا يخالف الآية لان المخطئ اذا قصر ووقع فى اسباب ادّته الى الخطأ كأن مظنة المغفرة ومحل الرحمة ثم المتبنى بقوله هو ابنى اذا كان مجهول النسب واصغر سنا من المتبنى ثبت نسبه منه وان كان عبدا له عتق مع ثبوت النسب وان كان لا يولد لمثله لم يثبت النسب ولكنه يعتق عند ابى حنيفة خلافا لصاحبيه فانه لا يعتق عندهما لان كلامه محال فيلغو واما معروف النسب فلا يثبت نسبه بالتبنى وان كان عبدا عتق.
واعلم ان من نفى نسب الدعى عنه لا يلزمه شئ اذ هو ليس بابن له حقيقة واما اذا نفى نسب ولده الثابت ولادته منه فيلزمه اللعان لانه قذف منكوحته بالزنى وان كذب نفسه يحد واللعان باب من الفقه فليطلب هناك.
ثم اعلم ان النسب الحقيقى ما ينسب الى النبى صلى الله عليه وسلم فانه النسب الباقى كما قال
"كل حسب ونسب ينقطع الاحسبى ونسبى" فحسبه الفقر ونسبه النبوة فينبغى ان لا يقطع الرحم عن النبوة بترك سننه وسيرته فان قطع الرحم الحقيقى فوق قطع الرحم المجازى فى الاثم اذ ربما يقطع الرحم المجازى اذا كان الوصل مؤديا الى الكفر او المعصية كما قال تعالى { وان جاهداك على ان تشرك بى } الخ

جون نبود خويش را ديانت وتقوى قطع رحم بهتر ازمودت قربى

واما قطع الرحم الحقيقى فلا مساغ له اصلا والاب الحقيقى هو الذى يقدر على التوليد من رحم القلب بالنشأة الثانية يعنى فى عالم الملكوت وهم الانبياء والورثة من كمل الانبياء فاعرف هذا وانتسب نسبة لاتنقطع فى الدنيا والآخرة قال عليه السلام "كل تقى نقى آلى" جعلناالله واياكم من هذا الآل