{ قل } يا محمد للمشركين اظهارا لبطلان ما هم عليه وتبكيتا لهم { ادعوا } نادوا { الذين زعمتم }.
قال فى القاموس الزعم مثلثة القول الحق والباطل والكذب ضد واكثر ما يقال فيما يشك فيه.
وفى المفردات الزعم حكاية قول يكون مظنة الكذب ولهذا جاء فى القرآن فى كل موضع ذك القائلين به والمعنى زعمتموهم آلهة وهما مفعولا زعم ثم حذف الاول وهو ضمير الراجع الى الموصول تخفيفا لطول الموصول بصلته والثانى وهو آلهة لقيام صفته اعنى قوله { من دون الله } مقامه والمعنى ادعوا الذين عبدتموهم من دون الله فيما يهتمكم من جلب نفع ودفع ضر لعلهم يستجيبون لكم ان صح دعواكم ثم اجاب عنه اشعارا بتعين الجواب وانه لا يقبل المكابرة فقال بطريق الاستئناف لبيان حالهم { لا يملكون مثقال ذرة } من خير وشر ونفع وضر وقد سبق معنى المثقال والذرة فى اوائل هذه السورة { فى السموات ولا فى الارض } اى فى امر ما من الامور وذكرهما للتعميم عرفا يعنى ان اهل العرف يعبرون بهما عن جميع الموجودات كما يعبرون بالمهاجرين والانصار عن جميع الجماعة او لان آلهتهم بعضها سماوية كالملائكة والكواكب وبعضها ارضية كالاصنام او لان الاسباب القريبة للخير والشر سماوية وارضية { ومالهم } اى لآلهتهم { فيهما } فى السموات والارض { من شرك } اى شركة لا خلقا ولا ملكا ولا تصرفا { وماله } اى لله تعالى { منهم } من آلهتهم { من ظهير } من عون يعينه فى تدبير امورهما. تلخيصه انه تعالى غنى عن كل خلقه وآلهتهم عجزة عن كل شئ: وفى المثنوى
نيست خلقش را دكر كس مالكى شر كتش دعوى كند حزهالكى
ذات او مستغنيست از ياورى بلكه يابد عون ازو هر سرورى