خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قُلْ مَن يَرْزُقُكُمْ مِّنَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ قُلِ ٱللَّهُ وَإِنَّآ أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَىٰ هُدًى أَوْ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ
٢٤
-سبأ

روح البيان في تفسير القرآن

{ قل من } استفهام بمعنى [كه] بالفارسية { يرزقكم من السموات } بانزال المطر { والارض } باخراج النبات امر عليه السلام بتبكيت المشركين بحملهم على الاقرار بان آلهتهم لا يملكون مثال ذرة فيهما وان الرازق هو الله تعالى فانهم لا ينكرونه كما ينطق به قوله تعالى { { قل من يرزقكم من السماء والارض ام من يملك السمع والابصار فسيقولون الله } وحيث كانوا يتلعثمون فى الجواب مخافة الالزام قيل له عليه السلام { قل الله } يرزقكم اذ لا جواب سواه عندهم ايضا.
اعلم ان الرزق قسمان ظاهر وهو الاقوات والاطعمة المتعلقة بالابدان وباطن وهو المعارف والمكاشفات المتعلقة بالارواح وهذا اشرف القسمين فان ثمرته حياة الابد وثمرة الرزق الظاهر قوة الى مدة قريبة الامد والله تعالى هو المتولى لخلق الرزقين والمتفضل بالايصال الى كلا الفريقين ولكنه يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر وفى الحديث
"طلب الحلال فريضة بعد الفريضة" اى فريضة الايمان والصلاة وفى الحديث "من أكل الحلال أربعين يوما نور الله قلبه وأجرى ينابيع الحكمة من قلبه" وفى الحديث "ان لله ملكا على بيت المقدس ينادى كل ليلة من اكل حراما لم يقبل منه صرف ولا عدل" اى نافلة وفريضة [وكفته اند ازباكى مطعم وحلالى قوت صفاى دل خيزد واز صفاى دل نور معرفت افزايد وبانور معرفت مكاشفات ومنازلات در بيوندد]: وفى المثنوى

لقمه كان نور افزود وكمال آن بود آورده از كسب حلال
روغنى كايد جراغ ما كشد آب خوانش جون جراغى راكشد
علم وحكمت زايد از لقمه حلال عشق ورقت آيد از لقمه حلال
جون لقمه توحسد بينى ودام جهل وغفلت زايد آنراد ان حرام
هيج كندم كارى وجو بردهد ديده اسبى كه كره خردهد
لقمه تخمست وبرش انديشها لقمه بحر وكوهرش انديشها
زايد از لقمه حلال اندر دهان ميل خدمت عزم رفتن آن جهان

{ وانا } [وديكر بكو باايشان كه بدرستئ ما] { او اياكم } عطف على اسم ان يعنى [باشما] { لعلى هدى } [برراه راستيم] { او فى ضلال مبين } [يادركمراهى آشكار] اى وان احد الفريقين من الذين يوحدون المتوحد بالرزق والقدرة الذاتية ويحصونه بالعبادة والذين يشركون به فى العبادة الجماد النازل فى ادنى المراتب الامكانية لعلى احد الامرين من الهدى والضلال المبين وهذا بعد ما سبق من التقرير البليغ الناطق بتعيين من هو على الهدى ومن هو فى الضلال ابلغ من التصريح بذلك لجريانه على سنن الانصاف المسكت للخصم الالد ونحو قول الرجل فى التعريف لصاحبه الله يعلم ان احدنا لكاذب: يعنى [اين سخن جنانست دوكس در خصومت باشند يكى محق ويكى مبطل محق كويد از مايكى دروغ زنست ناجار ومقصد وى ازين سخن تكذيب مبطل باشد وتصديق خويش همانست كه رسول عليه السلام كفت متلاعنين را] الله يعلم ان احدكما كاذب فهل منكما تائب واو ههنا لمجرد ابهام واظهار نصفة لا للشك والتشكيك.
وقال بعضهم او ههنا بمعنى الواو: يعنى انا واياكم لعلى هدى ان آمنا او فى ضلال مبين ان لم نؤمن انتهى.
واختلاف الجارين للايذان بان الهادى الذى هو صاحب الحق كمن استعلى على مكان مرتفع ينظر الاشياء ويتطلع عليها او ركب فرسا جوادا يركضه حيث يشاء والضال كأنه منغمس فى ظلام لا يرى شيئا ولا يدرى اين يتوجه او متردى فى بئر عميق او محبوس فى مطمورة لا يستطيع الخروج منها