خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قُلْ إِن ضَلَلْتُ فَإِنَّمَآ أَضِلُّ عَلَىٰ نَفْسِي وَإِنِ ٱهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ
٥٠
-سبأ

روح البيان في تفسير القرآن

{ قل ان ضللت } عن الطريق الحق كما تزعمون وتقولون لقد ضللت حين تركت دين آبائك { فانما اضل على نفسى } فان وبال ضلالى عليها لانه بسببها اذ هى الحاملة عليه بالذات والامارة وبالسوء وبهذا الاعتبار قوبل الشرطية بقوله { وان اهتديت } الى الطريق الحق { فبما يوحى } فبسبب ما يوحى { الىّ ربى } من الحكمة والبيان فان الاهتداء بتوفيقه وهدايته.
وفيه اشارة الى منشأ الضلالة نفس الانسان فاذا وكلت النفس الى طبعها لا يتولد منها الا الضلالة وان الهداية من مواهب الحق تعالى ليست النفس منشأها ولذلك قال تعالى
{ { ووجدك ضالا فهدى } { انه } تعالى { سميع قريب } يعلم قول كل من المهتدى والضال وفعله وان بالغ فى اخفائهما.
قال بعض الكبار سميع بمنطق كل ناطق قريب لكل شئ وان كان بعيدا منه

دوست نزديكتر از من بمن است وين عجبتر كه من ازوى دورم
جه كنم باكه توان كفت كه او در كنار من ومن مهجورم

قال بعضهم السميع هو الذى انكشف كل موجود لصفة سمعه فكان مدركا لكل مسموع من كلام.
وغيره وخاصية هذا الاسم اجابة الدعاء فمن قرأه يوم الخميس خمسمائة مرة كان مجاب الدعوة وقرب الله من العبد بمعنى انه عند ظنه كما قال
"انا عند ظن عبدى بى"
وقال بعضهم هو قريب من الكل لظهوره على العموم وان لم يره الا اهل الخصوص لانه لا بد للرؤية من ازالة كل شئ معترض وحائل وهى حجب العبد المضافة الى نفسه. وسئل الجنيد عن قرب الله من العبد فقال هو قريب لا بالاجتماع بعيد لا بالافتراق وقال القرب يورث الحياء ولذا قال بعضهم

نعره كمتر زن كه نزديكست يار

يشير الى حال اهل الشهود فانهم يراعون الادب مع الله فى كل حال فلا يصيحون كما لا يصيح القريب للقريب واما اهل الحجاب فلهم ذلك لا قربهم بالهم لا بالشهود وكم من فرق بينهما.
وفى الآية اشارة الى انه لا يصير المرء ضالا بتضليل الآخر اياه فان الضال فى الحقيقة من خلق الله فيه الضلالة بسبب اعراضه عن الهدى كما انه لا يكون كافرا باكفار الغير اياه فان الكافر فى الحقيقة من قبل الكفر واعرض عن الايمان والى انه لا تزر وازرة وزر اخرى وان كل شاة معلقة برجلها اى كل واحد مجزى بعمله لا بعمل غيره فالصالح مجزى باعماله الصالحة واخلاقه الحسنة ولا ضرر له من الاعمال القبيحة لغيره وكذا الفاسق مجزى بعمله السوء ولا نفع له من صالحات غيره

هركه او نيك ميكند يابد نيك وبد هرجه ميكند يابد

وقيل للنابغة حين اسلم أصبوت يعنى آمنت بمحمد قال بلى غلبنى بثلاث آيات من كتاب الله فاردت ان اقول ثلاثة ابيات من الشعر على قافيتها فلما سمعت هذه الآية تعبت فيها ولم اطق فعلمت انه ليس من كلام البشر وهى هذه { { قل ان ربى يقذف بالحق علام الغيوب } الى قوله { انه سميع قريب }