خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ أَنتُمُ ٱلْفُقَرَآءُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱللَّهُ هُوَ ٱلْغَنِيُّ ٱلْحَمِيدُ
١٥
-فاطر

روح البيان في تفسير القرآن

{ يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله } الفقراء جمع فقير كالفقائر جمع فقيرة والفقير المكسور الفقار والفقر [بشت كسى شكستن] ذكره فى تاج المصادر فى باب ضرب وجعله فى القاموس من حد كرم.
وقال الراغب فى المفردات يقال افتقر فهو مفتقر وفقير ولا يكاد يقال فقر وان كان القياس يقتضيه انتهى.
وفهم من هذا ان الفقير صيغة مبالغة كالمفتقر بمعنى ذى الاحتياج الكثير والشديد والفقر وجود الحاجة الضرورية وفقد ما يحتاج اليه وتعريف الفقراء للمبالغة فى فقرهم فانهم لكثرة افتقارهم وشدة احتياجهم هم الفقراء فحسب وان افتقار سائر الاخلاق بالنسبة الى فقرهم بمنزلة العدم. والمعنى يا ايها الناس انتم المحتاجون الى الله تعالى بالاحتياج الكثير الشديد فى انفسكم وفيما يعرض لكم من امر مهم او خطب ملم فان كل حادث مفتقر الى خالقه ليبديه وينشئه اولا ويديمه ويبقيه ثانيا ثم الانسان محتاج الى الرزق ونحوه من المنافع فى الدنيا مع دفع المكاره والعوارض والى المغفرة ونحوها فى العقبى فهو محتاج فى ذاته وصفاته وافعاله الى كرم الله وفضله.
قال بعض الكبار ان الله تعالى ما شرّف شيئا من المخلوقات بتشريف خطاب انتم الفقراء الى الله حتى الملائكة المقربين سوى الانسان وذلك ان افتقار المخلوقات الى افعال الله تعالى من حيث الخلق ونحوه وافتقار الانسان الى ذات الله وصفاته فجميع المخلوقات وان كانت محتاجة الى الله تعالى لكن الاحتياج الحقيقى الى ذات الله وصفاته مختص بالانسان من بينها كمثل سلطان له رعية وهو صاحب جمال فيكون افتقار جميع رعاياه الى خزائنه وممالكه ويكون افتقار عشاقه الى عين ذاته وصفاته فيكون غنى كل مفتقر بما يفتقر اليه فغنى الرعية يكون بالمال والملك وغنى العاشق يكون بمعشوقه

كام عاشق دولت ديدار يار قصد زاهد جنت ونقش ونكار
هرجه جز عشق حقيقى شدوبال هرجه جز معشوق باقى شد خيال
هست در وصلت غنا اندر غنا هست درفرقت غمم وفقر وعنا

ومن الكمالات الانسانية الاحتياج الى الاسم الاعظم من جميع وجوه الاسماء الالهية بحسب مظهريته الكاملة واما غيره من الموجودات فاحتياجهم انما هو بقدر استعدادهم فهو احتياج بوجه دون وجه ولذا ورد (الفقر فخرى وبه افتخر) وهذا صحيح بمعناه وان اختلف فى لفظه كما قال عليه السلام "اللهم اغننى بالافتقار اليك ولا تفقرنى بالاستغناء عنك"
قال فى كشف الاسرار [صحابه فقرا نام نهاد] حيث قال { { للفقراء المهاجرين } وقال { للفقراء الذين احصروا فى سبيل الله } [وآن تلبيس توانكرى حال ايشانست تاكس توانكرئ ايشان ندانداين جنانست كه كفته اند]

ارسلانم خوان تاكس به نداندكه كه ام

[بيران طريقت كفته اند بناى دوستى برتلبيس نهاده اندسليمانرا نام ملكى تلبيس فقربود آدم را نام عصيان تلبيس صفوت بود ابراهيم را التباس نعمت تلبيس خلت بود زيرا كه شرط محبت غير تست ودوستان حال خود بهركس ننمايند كسى كه ازكون ذره ندارد وبكونين نظرى ندارد وهمواره نظر الله بيش جشم خود دارد اورا فقير كويند از همه درويش است وبحق توانكر "انما الغنى غنى القلب" توانكرى درسينه مى بايد نه درخزينه فقيرا اوست كه خودرادر دوجهان جز ازحق دست آويزنكند ونظر خود ندارد جهار تكبير برذات وصفات خود كند جنانكه آن جوانمرد كفت]

نيست عشق لا يزالى را دران دل هيج كار كاو هنوزاندر صفات خويش مانداست استوار
هركه در ميدان عشق ليكوان نامى نهاد جار تكبيرى كند برذات او ليل ونهار

{ والله هو } وحده { الغنىّ } المستغنى على الاطلاق فكل احد يحتاج اليه لان احد لا يقدر ان يصلح امره الا بالاعوان لان الامير ما لم يكن له خدم واعوان لا يقدر على الامارة وكذا التاجر يحتاج الى المكارين والله الغنىّ عن الاعوان وغيرها.
وفى الاسئلة المقحمة معناه الغنىّ عن خلقه فلو لم يخلقهم لجاز ولو ادام حياتهم لابتلاهم كلفهم او لم يكلفهم فالكل عنده بمثابة واحدة لانه غنى عنهم خلافا للمعتزلة حيث قالوا لو لم يكلفهم معرفته وشكره لم يكن حكيما وهذا غاية الخزى ويفضى الى القول بان خلقهم لنفع او دفع وهو قول المجوس بعينه حيث زعموا وقالوا خلق الله الملائكة ليدفع بهم عن نفسه اذى الشيطان انتهى.
{ الحميد } المنعم على جميع الموجودات حتى استحق عليهم الحمد على نعمته العامة وفضله الشامل فالله الغنىّ المغنى.
قال الكاشفى [ببايد دانست كه ماهيات ممكنه درو جود محتاجند بفاعل { وانتم الفقراء } اشارة با آنست وحق سبحانه وتعالى بحسب كمال ذاتى خود ازوجود عالم وعالميان مستغنيست { والله هو الغنىّ } عبارت از آنست وجون ظهور كمال اسمانى موقوفست بروجود اعيان ممكنات بس درايجاد آن كه نعمتيست كبرى مستحق حمداست وثنا كلمه { الحميد } بدان ايمايى مينمايد وازين رباعى بى بدين معنى توان برد]

تاخود كردد بجمله اوصاف عيان واجب باشدكه ممكن آيد بميان
ورنه بكمال ذاتى از آدميان فردست وغنى جنانكه خود كردبيان