خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَمِنَ ٱلنَّاسِ وَٱلدَّوَآبِّ وَٱلأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى ٱللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ ٱلْعُلَمَاءُ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ
٢٨
-فاطر

روح البيان في تفسير القرآن

{ ومن الناس } [واز آدميان] { والدواب } [واز جهار بايان] جمع دابة وهى ما يدب على الارض من الحيوان وغلب على ما يركب من الخيل والبغال والحمير ويقع على المذكر { والانعام } [واز جرند كان] جمع نعم محركة وقد يسكن عينه الابل والبقر والضأن والمعز دون غيرها فالخيل والبغال والحمير خارجة عن الانعام والمعنى ومنهم بعض { مختلف الوانه } او وبعضهم مختلف الوانه بان يكون ابيض واحمر واسود ولم يقل هنا الوانها لان الضمير يعود الى البعض الدال عليه من { كذلك } تم الكلام هنا وهو مصدر تشبيهى لقوله مختلف اى صفة لمصدر مؤكد تقديره مختلف اختلافا كائنا كذلك اى كاختلاف الثمار والجبال { انما يخشى الله من عباده العلماء } يعنى [هركه نداند قدرت خداير برآفريدن اشيا وعالم نبود بتحويل هر جيزى از حالى بحالى جكونه از خداى تعالى ترسد { انما يخشى الله } الخ.
وفى الارشاد وهو تكملة لقوله تعالى
{ { انما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب } بتعيين من يخشاه من الناس بعد بيان اختلاف طبقاتهم وتباين مراتبهم اما فى الاوصاف المعنوية فبطريق التمثيل واما فى الاوصاف الصورية فبطريق التصريح توفية لكل واحدة منها حقها اللائق بها من البيان اى انما يخشاه تعالى بالغيب العالمون به وبما يليق به من صفاته الجليلة وافعاله الجميلة لما ان مدار الخشية معرفة المخشى والعلم بشؤونه فمن كان اعلم به تعالى كان اخشى منه كما قال عليه السلام "انا اخشاكم لله واتقاكم له" ولذلك عقب بذكر افعاله الدالة على كمال قدرته وحيث كان الكفرة بمعزل عن هذه المعرفة امتنع انذارهم بالكلية انتهى.
وتقديم المخشى وهو المفعول للاختصاص وحصر الفاعلية اى لا يخشى الله من بين عباده الا العلماء ولو اخر لانعكس الامر وصار المعنى لا يخشون الا الله وبينهما تغاير ففى الاول بيان ان الخاشعين هم العلماء دون غيرهم وفى الثانى بيان ان المخشى منه هو الله دون غيره.
وقرأ ابو حنيفة وعمر بن عبد العزيز وابن سيرين برفع اسم الله ونصب العلماء على ان الخشية استعارة للتعظيم فان المعظم يكون مهيبا فالمعنى انما يعظمهم الله من بين جميع عباده كما يعظم المهيب المخشى من الرجال بين الناس وهذه القراءة وان كانت شاذة لكنها مفيدة جدا وجعل عبد الله بن عمر الخشية بمعنى الاختيار اى انما يختار الله من بين عباده العلماء { ان الله عزيز } [غالبست در انتقام كشيدن از كسى كه نترسد ازعقوبت او { غفور } للخاشين وهو تعليل لوجوب الخشية لدلالته على انه معاقب للمصر على طغيانه غفور للتائب من عصيانه ومن حق من هذه صفته ان يخشى.
قيل الخشية تألم القلب بسبب توقع مكروه فى المستقبل يكون تاره بكثرة الجناية من البعد وتارة بمعرفة جلال الله وهيبته وخشية الانبياء من هذا القبيل.
فعلى المؤمن ان يجتهد فى تحصيل العلم بالله حتى يكون اخشى الناس فبقدر مراتب العلم تكون مراتب الخوف والخشية ـ روى ـ
"عن النبى صلى الله عليه وسلم انه سئل يا رسول الله أينا اعلم قال أخشاكم لله سبحانه وتعالى انما يخشىالله من عباده العلماء قالوا يا رسول الله فأى الاصحاب افضل قال من اذا ذكرت الله اعانك واذا نسيت ذكرك قالوا فأى الاصحاب شر قال الذى اذا ذكرت لم يعنك واذا نسيت لم يذكرك قالوا فأى الناس شر قال اللهم اغفر للعلماء العالم اذا فسد فسد الناس" كذا فى تفسير ابى الليث

علم جندانكه بيشتر خوانى جون عمل در تونيست نادانى

نسأل الله سبحانه ان يجعلنا عالمين ومحققين وفى الخوف والخشية صادقين ومحققين