خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَسَوَآءُ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤمِنُونَ
١٠
-يس

روح البيان في تفسير القرآن

{ وسواء عليهم انذرتهم ام لم تنذرهم } اى مستو عند اكثر اهل مكة انذارك اياهم وعدمه لان قوله { ءانذرتهم ام لم تنذرهم } وان كانت جملة فعليه استفهامية لكنه فى معنى مصدر مضاف الى الفاعل فصح الاخبار عنه فقد هجر فيه جانب اللفظ الى المعنى ومنه "تسمع بالمعيدى خير من ان تراه" وهمزة الاستفهام وام لتقرير معنى الاستواء والتأكيد فان معنى الاستفهام منسلخ منهما رأسا بتجريدهما عنه لمجرد الاستواء كما جرد حرف النداء عن الطلب لمجرد التخصيص فى قولهم "اللهم اغفر لنا ايتها العصابة" فكما ان هذا جرد حرف النداء وليس بنداء كذلك { ءانذرتهم ام لم تنذرهم } على صورة الاستفهام وليس باستفهام { لا يؤمنون } [نمى كردند ايشان كه علم قديم موت ايشان بركفر حكم كرده است بسبب اختيار ايشان] وهو استئناف مؤكد لما قبله مبين لما فيه من اجمال ما فيه الاستواء.
قال فى كشف الاسرار اى من اضله الله هذا الضلال لم ينفعه الانذار ـ روى ـ ان عمر بن عبد العزيزرحمه الله تعالى دعا غيلان القدرى فقال يا غيلان بلغنى انك تتكلم فى القدرة فقال يا أمير المؤمنين انهم يكذبون علىّ قال يا غيلان اقرأ اول سورة يس الى قوله { ام لم تنذرهم لا يؤمنون } فقال غيلان يا امير المؤمنين والله لكأنى لم اقرأها قط قبل اليوم اشهدك يا امير المؤمنين انى تائب مما كنت اتكلم به فى القدر فقال عمر بن عبد العزيز اللهم ان كان صادقا فتب عليه وثبته وان كان كاذبا فسلط عيله من لا يرحمه واجعله آية للمؤمنين قال فاخذه هشام بن عبد الملك فقطع يديه ورجليه قال بعضهم انا رأيته مصلوبا على باب دمشق.
دلت الحكاية على ان القدرية هم الذين يزعمون ان كل عبد خالق لفعله ولا يرون الكفر والمعاصى بتقدير الله تعالى.
وقال الامام المطرزى وتعالى عن ذلك علوا كبيرا.
ولما بين كون الانذار عندهم كعدمه عقبه ببيان من يتأثر منه فقيل