{ وجاء من اقصى المدينة } ابعد جوانب انطاكية: وبالفارسية [وآمد ازدورتر جابى ازان شهر] { رجل } فيه اشارة الى رجولية الجائى وجلادته وتنكيره لتعظيم شأنه لا لكونه رجلا منكورا غير معلوم فانه رجل معلوم عند الله تعالى وكان منزله عند اقصى باب فى المدينة وفى مجيئة من اقصى المدينة بيان لكون الرسل اتوا بالبلاغ المبين حتى بلغت دعوتهم الى اقصى المدينة حيث آمن الرجل وكان دور السور اثنى عشر ميلا كما سبق { يسعى } حال كونه يسرع فى مشيه فان السعى المشى السريع وهو دون العدو كما فى المفردات. والمراد حبيب بن مرى النجار المشهور عند العلماء بصاحب يس كما سبق وجهه.
وفى بعض التواريخ كان من نسل الاسكندر الرومى وانما سمى حبيب النجار لانه كان ينحت اصنامهم.
يقول الفقير هذا ظاهر على تقدير ان يكون ايمانه على ايدى الرسل وهو الذى عليه الجمهور واما قوله عليه السلام "سباق الامم ثلاثة لم يكفروا بالله طرفة عين على بن ابى طالب وصاحب يس ومؤمن آل فرعون" فمعناه انهم لم يسجدوا للصنم ولم يخلوا بما هو من اصول الشرائع ولا يلزم من نحت الاصنام السجدة لها والاظهر انه كان نجارا كما فى التعريف للسهيلى ولا يلزم من كونه نجارا كونه ناحتا للاصنام وقد قالوا انه ممن آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم وبينهما ستمائة سنة. وكان سبب ايمانه به انه كان من العلماء بكتاب الله ورأى فيه نعته ووقت بعثته فآمن به ولم يؤمن بنبى غيره عليه السلام قبل مبعثه وقد آمن به قبل مبعثه ايضا غير حبيب النجار كما قال السيوطى اول من اظهر التوحيد بمكة وما حولها قس بن ساعدة وفى الحديث "رحم الله قسا انى لارجو يوم القيامة ان يبعث امة وحده" وورقة بن نوفل ابن عم خديجة رضى الله عنها وزيد بن عمرو بن نفيل وكذا آمن به عليه السلام قبل مبعثه واظهر التوحيد تبع الاكبر.
وقصته انه اجتاز بمدينة الرسول عليه السلام وكان فى ركابه مائة الف وثلاثون الفا من الفرسان ومائة الف وثلاثة عشر الفا من الرجالة فاخبر ان اربعمائة رجل من اتباعه من الحكماء والعلماء تبايعوا ان لا يخرجوا منها فسألهم عن الحكمة فقالوا ان شرف البيت انما هو برجل يخرج يقال له محمد هذه دار اقامته ولا يخرج منها فبنى فيها لكل واحد منهم دارا واشترى له جارية واعتقها وزوجها منه واعطاهم عطاء جزيلا وكتب كتابا وختمه ورفعه الى عالم عظيم وامره ان يدفع ذلك الكتاب لمحمد صلى الله عليه وسلم ان ادركه وفى ذلك الكتاب انه آمن به وعلى دينه وبنى له صلى الله عليه وسلام دارا ينزلها اذا قدم تلك البلدة ويقال انها دار ابى ايوب وانه من ولد ذلك العالم الذى دفع اليه الكتاب فهو عليه السلام لم ينزل الى فى داره ووصل اليه عليه السلام الكتاب المذكور على يد بعض ولد العالم المسطور فى اول البعثة او حين هاجر وهويين مكة والمدينة ولما قرئ عليه قال "مرحبا بتبع الاخ الصالح" ثلاث مرات وكان ايمانه قبل مبعثه بالف سنة ويقال ان الاوس والخزرج من اولاد اولئك العلماء والحكماء. وذكر انه حفر قبر بصنعاء قبل الاسلام فوجد فيه امرأتان لم تبليا وعند رؤسهما لوح من فضة مكتوب فيه بالذهب هذا قبر فلانة وفلانة ابنتى تبع ماتتا وهما تشهدان ان لا اله الله الله ولا تشركان به وعلى ذلك مات الصالحون قبلهما وفى الحديث "من مات وهو يعلم لا اله الا الله دخل الجنة" وانما لم يقل من مات وهو يؤمن او يقول ليعلمنا ان كل موحد لله فى الجنة يدخلها من غير شفاعة ولو لم يوصف بالايمان كقس ابن ساعدة واضرابه ممن لا شريعة بين اظهرهم يؤمنون بها وبصاحبها فقس موحد لا مؤمن كما فى المفردات المكية [كفتند حبيب تجار خانه داشت درآن كوشه از شهر بدورتر جايى از مردمان وكسب كردى هرروز آنجه كسب وى بود يك نيمه بصدقة دادى ويك نيمه بخرج عيال كردى وخدايرا بنهان عبادت كردى وكس ازحال وى خبر نداشتى تا آن روز كه رسولان عيسى را رنجانيدند وجفا كردند ازان منزل خويش بشتاب بيامد وايمان خويش آشكارا كرد.
وكفته اند اهل انطاكية دارها بردند وآن رسولا نرا باجهل تن كه ايمان آورده بودند كلوهاى شان سوراخ كردند ورسنها بكلوا در كشيدند وازدار بياويختند خبر بحبيب نجار رسيد كه خدايرا مى برستيد درغارى جنانكه ابدال دركوه نشينند وازخلق عزلت كيرند بشاب ازمنزل خويش بيامد] { قال } استئناف بيانى كأنه قيل فما قال عند ما جاء ساعيا ووصل الى المجمع ورآهم مجتمعين على الرسل قاصدين قتلهم فقيل قال { يا قوم } اصله يا قومى معناه: وبالفارسية [اى كروه من] خاطبهم بيا قوم لتأليف قلوبهم واستمالتها نحو قبول نصحيته وللاشارة الى انه لا يريد بهم الا الخير وانه غير متهم بارادة السوء بهم.
قال بعضهم وكان مشهورا بينهم بالورع واعتدال الاخلاق { اتبعوا المرسلين } المبعوثين اليكم بالحق تعرض لعنوان رسالتهم حثالهم على اتباعهم [قتاده كفت جون بياند نخست رسولا نرا بديد كفت شما باين دعوت كه ميكنيد هيج مزد ميخواهيد كفتند ماهيج مزد نميخواهيم وجز اعلاى كلمه حق واظهار دين الله مقصود نيست جبيب قوم را بكفت]