خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَمَا لِيَ لاَ أَعْبُدُ ٱلَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
٢٢
-يس

روح البيان في تفسير القرآن

{ ومالى } وأى شئ عرض لى { لا اعبد الذى فطرنى } خلقنى واظهرنى من كتم العدل وربانى بانواع اللطف والكرم وقد سبق الفطر فى اول فاطر وهذا تطلف فى الارشاد بايراده فى معرض اللطف والكرم وقد سبق الفطر فى اول فاطر وهذا تلطف فى الارشاد بايراده فى معرض المناصحة لنفسه وامحاض النصح حيث اراهم انه اختار لهم ما يختار لنفسه والمراد لنفسه والمراد تقريعهم على ترك عبادة خالقهم الى عبادة غيره كما ينبئ عنه قوله { واليه ترجعون } مبالغة فى التهديد اى اليه تعالى لا الى غيره تردون ايها القوم بعد البعثة للمجازاة او للمحاسبة.
قال فى فتح الرحمن اضاف الفطرة الى نفسه والرجوع اليهم لان الفطرة اثر النعمة وكانت عليه اظهر وفى الرجوع معنى الزجر وكان بهم أليق.
قال بعض العارفين العبودية ممزوجة بالفطرة والمعرفة فوق الخلقة والفطرة وهذا المعنى مستفاد من قول النبى عليه السلام
"كل مولود يولد على الفطرة" ولو كانت المعرفة ممزوجة بالفطرة لما قال "وابواه يهودانه ويمجسانه وينصرانه" بل المعرفة تتعلق بكشف جماله وجلاله صرفا بالبديهة بغير علة واكتساب لقوله { { ولقد آتينا ابراهيم رشده من قبل
} قال بعضهم العبد الخالص من عمل على رؤية الفطرة لا غير واجل منه من يعمل على رؤية الفاطر ثم عاد على المساق الاول وهو ابراز الكلام فى صورة النصيحة لنفسه