خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ ٱلرَّحْمَـٰنُ بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلاَ يُنقِذُونَ
٢٣
-يس

روح البيان في تفسير القرآن

فقال { ءاتخذ من دونه } اى دون الذى فطرنى وهو الله تعالى { آلهة } باطلة وهى الاصنام وهو انكار ونفى لاتخاذ الآلهة على الاطلاق اى لا اتخذ ثم استأنف لتعليل النفى فقال { ان يردن الرحمن بضر } يعنى [اكرخواهد رحمن ضررى بمن رسد] والضر اسم لكل سوء ومكروه يتضر ربه { لا تغن عنى شفاعتهم } اى الآلهة { شيئا } اى لا تنفعنى شيئا من النفع اذ لا شفاعة لهم فتنفع فنصب شيئا على المصدرية وقوله لا تغن جواب الشرط والجملة الشرطية استئناف لا محل لها من الاعراب { ولا ينقذون } الانقاذ التخليص اى لا يخلصوننى من ذنيك الضر والمكروه بالنصرة والمظاهرة وهو عطف على لا تغن وعلامة الجزم حذف نون الاعراب لان اصله لا ينقذوننى وهو تعميم بعد تخصيص مبالغة بهما فى عجزهم وانتفاء قدرتهم.
قال الامام السهيلى ذكروا ان حبيبا كان به داء الجذام فدعا له الحوارى فشفى فلذلك قال ان يردن الرحمن الخ انتهى.
وقال بعضهم ان المريض كان ابنه كما سبق الا ان يقال لا مانع من ابتلاء كليهما او ان مرض ابنه فى حكم مرض نفسه فلذا اضاف الضر الى نفسه ويحتمل ان الضر ضر القوم لانه روى شفاء كثير من مرضاهم على يدى الرسل فاضافه حبيب الى نفسه على طريقة ما قبله من الاستمالة وتعريفا للاحسان بهم بطريق اللطف