خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

يٰحَسْرَةً عَلَى ٱلْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ
٣٠
-يس

روح البيان في تفسير القرآن

{ يا حسرة على العباد } المصرين على العناد تعالى فهذه من الاحوال التى حقها ان تحضرى فيها وهى ما دل عليه قوله تعالى { ما يأتيهم من رسول الا كانوا به يستهزءون } فان المستهزئين بالناصحين الذين نيطت بنصائحهم سعادة الدارين احقاء بان يتحسروا ويتحسر عليهم المتحسرون وقد تلهف على حالهم الملائكة والمؤمنون من الثقلين فقوله { يا حسرة } نداء للحسرة عليهم والحسرة وهى اشد الغم والندامة على الشئ الفائت لا تدعى ولا يطلب اقبالها لانهامما لا تجيب والفائدة فى ندائها مجرد تنبيه المخاطب وايقاظه ليتمكن فى ذهنه ان هذه الحالة تقتضى الحسرة وتوجب التلهف فإن العرب تقول يا حسرة يا عجبا للمبالغة فى الدلالة على ان هذا زمان الحسرة والتعجب والنداء عندهم يكون لمجرد التنبيه.
وقد جوز ان يكون تحسرا عليهم من جهة الله بطريق الاستعارة لتعظيم ما جنوه على انفسهم شبه استعظام الله لجنايتهم على انفسهم بتحسر الانسان على غيره لاجل ما فاته من الدولة العظمى من حيث ان ذلك التحسر يستلزم استعظام ما اصاب ذلك الغير والانكار على ارتكابه والوقوع فيه ويؤيده قراءة يا حسرتا لان المعنى يا حسرتى ونصبها لطولها بما تعلق بها من الجار اى لكونها مشابهة بالمنادى المضاف فى طولها بالجار المتعلق.
وفى بحر العلوم قوله { ما يأتيهم } الخ حكاية حال ماضية مستمرة اى كانوا فى الدنيا على الاستمرار يستهزئون بمن يأتيهم من الرسول من غاية الكبر ويستحقرون ويستنكفون عن قبول دينه ودعوته وفيه تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم عن استهزاء قومه.
وفى تفسير العيون قوله { يا حسرة على العباد } بيان حال استهزائهم بالرسل اى يقال يوم القيامة يا حسرة وندامة على الكفار حيث لم يؤمنوا برسلهم وقوله { ما يأتيهم } الخ تفسير لسبب الحسرة النازلة بهم وفى الحديث
"ان المستهزئين بالناس فى الدنيا يفتح لهم يوم القيامة باب من ابواب الجنة فيقال لهم هلم هلهم فيأتيه احدهم بكربه وغمه فاذا اتاه اغلق دونه فلا يزال يفعل به ذلك حتى يفتح له الباب فيدعى اليه فلا يجيب من الاياس"
وقال مالك بن دينار قرأت فى زبور داود طوبى لمن لم يسلك سبيل الآثمين ولم يجالس الخطائين ولم يدخل فى هزؤ المستهزئين وفى المثنوى

باره دوزى ميكنى اندر دكان زير اين دكان تو مدفون دو كان
هست اين دكان كرآيى زودباش تيشه بستان وتكش را مى تراش
تاكه تيشه ناكهان بركان نهى از دكان وباره دوزى وا رهى
باره دوزى جيست خورد آب ونان مى زنى اين باره بر دلق كران
هر زمان مى درد اين دلق تنت باره بروى مى زنى زين خوردنت
باره بركن ازين قعر دكان تابر آرد سربه ييش تو دو كان
ييش ازان كين مهلت خانه كرى آخر آيد تو نبردى زو برى
بس ترا بيرون كند صاحب دكان وين دكانرا بركند از روى كان
توز حسرت كاه بر سر مى زنى كاه خام خود برميكنى
كاى دريغا آن من بود اين دكان كور بودم برنخوردم زين مكان
اى دريغا بود ما را برد باد تا ابد يا حسرة شد للعباد