خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِّنَ ٱلْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ
٣١
-يس

روح البيان في تفسير القرآن

{ ألم يروا } وعيد للمشركين فى مكة بمثل عذاب الامم الماضية ليعتبروا ويرجعوا عن الشرك اى ألم يعلم اهل مكة { كم اهلكنا قبلهم من القرون } كم خبرية. والقرن القوم المقترنون فى زمن واحد اى كثرة اهلاكنا من قبلهم من المذكورين آنفا ومن غيرهم بشؤم تكذيبهم وقوله ألم يروا معلق عن العمل فيما بعده لان كم لا يعمل فيها ما قبلها وان كانت خبرية لان اصلها الاستفهام خلا ان معناه نافذ فى الجملة كما نفذ فى قولك ألم تر ان زيدا لمنطلق وان لم يعمل فى لفظه فالجملة منصوبة المحل بيروا { انهم اليهم لا يرجعون } بدل من اهلكنا على المعنى اى ألم يعلموا كثرة اهلاكنا القرون الماضية والامم السالفة كونهم اى الهالكين غير راجعين اليهم اى الى هؤلاء المشركين اى اهلكوا اهلاكا لارجوع لهم من بعده فى الدنيا: وبالفارسية [ومشاهده نكردند كه هلاك شدكان سوى اينان بازنمى كردند يعنى بدنيا معاودت نمى كنند] أفلا يعتبرون ولم لا ينتبهون فكما انهم مضوا وانقرضوا الى حيث لم يعودوا الى ما كانوا فكذلك هؤلاء سيهلكون وينقرضون اثرهم ثم لا يعودون.
وقال بعضهم ألم يروا ان خروجهم من الدنيا ليس كخروج احدهم من منزله الى السوق او الى بلد آخر ثم عودته الى منزله عند اتمام مصلحته هناك بل هو مفارق من الدنيا ابدا فكونهم غير راجعين اليهم عبارة عن هلاكهم بالكلية ويجوز ان يكون المعنى ان الباقين لا يرجعون الى المهلكين بسبب الولادة وقطعنا نسلهم واهلكناهم كما فى التفسير الكبير [سلمان فارسى رضى الله عنه هر كاه كه بخرابى بر كذشتى توقف كردى دل بدادند ومال ورفتكان آن منزل ياد كردى كفتى كجايند ايشان كه اين بنا نهادند واين مسكن ساختند وبزارى بناليدى وجان بردر باختند تا آن غرفها بياراستند جون دلبران نهادند وجون كل بشكفتند برك بريختند ودر كل خفتند]

سل الطارم العالى الذرى عن قطينه نجا ما نجا من بؤس عيش ولينه
فلما استوى فى الملك واستعبد العدى رسول المنايا تله لجبينه

وهذه الآية ترد قول اهل الرجعة اى من يزعم ان من الخلق من يرجع قبل القيامة بعد الموت كما حكى عن ابن عباس رضى الله عنهما انه قيل له ان قوما يزعمون ان عليا رضى الله عنه مبعوث قبل يوم القيامة فقال بئس القوم نحن اذا نكحنا نساءه وقسمنا ميراثه اى لو كان راجعا لكان حيا والحى لا تنكح نساؤه ولا يقسم ميراثه كما قال الفقهاء اذا بلغ الى المرأة وفاة زوجها فاعتدت وتزوجت وولدت ثم جاء زوجها الاول فهى امرأته لانها كانت منكوحته ولم يعترض شئ من اسباب الفرقة فبقيت على النكاح السابق ولكن لا يقربها حتى تنقضى عدتها من النكاح الثانى. ويجب اكفار الروافض فى قولهم بان عليا واصحابه يرجعون الى الدنيا فينتقمون من اعدائهم ويملأ الارض قسطا كما ملئت جورا وذلك القول مخالف للنص نعم ان روحانية على رضى الله عنه من وزراء المهدى فى آخر الزمان على ما عليه اهل الحقائق ولا يلزم من ذلك محذور قطعا لان الارواح تعين الارواح والاجسام فى كل وقت وحال فاعرف هذا