خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلاَ إِلَىٰ أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ
٥٠
-يس

روح البيان في تفسير القرآن

{ فلا يستطيعون } الاستطاعة استفعال من الطوع وذلك وجود ما يصير به الفعل متأتيا اى لا يقدرون { توصية } مصدر بالفارسية [وصيت كردن] والوصية اسم من الايصاء يقال وصيت الشئ بالشئ اذا وصلته به وسمى الزام شئ من مال او نفقة بعد الموت بالوصية لانه لما اوصى به اى اوجب والزم وصل ما كان من امر حياته بما بعده من امر مماته والتنكير للتعميم اى فى شئ من امورهم اذ كانت فيما بين ايديهم.
قال ابن الشيخ لا يستطيعون توصية ما ولو كانت بكلمة يسيرة فاذا لم يقدروا عليها يكونون اعجز عما يحتاجون فيه الى زمان طويل من اداء الواجبات ورد المظالم ونحوها لان القول ايسر من الفعل فاذا عجزوا عن ايسر ما يكون من القول تبين ان الساعة لا تمهلهم بشئ ما واختيار الوصية من جنس الكلمات لكونها اهم بالنسبة الى المحتضر فالعاجز عنها يكون اعجز عن غيرها { ولا الى اهلهم } الاهل يفسر بالازواج والاولاد وبالعبيد والاماء والاقارب وبالاصحاب وبالمجموع كما فى شرح المشارق لابن الملك.
قال الراغب اهل الرجل من يجمعه واياهم نسب وعبر باهل الرجل عن امرأته { يرجعون } ان كانوا فى خارج ابوابهم بل تبغتهم الصيحة فيموتون حيث ما كانوا: وبالفارسية [بس نتوانند وصيت كردن با حاضران ونه بسوى ايشان كر غائب باشند باز كردند يعنى مجال از بازار بخانه رفتن نداشته باشند الحاصل دران وقت كه در بازار بخصومت وجدال ومعاملات مشغول باشند ومهمات دنيايى سازند يكبار اسرافيل بصور در دمد وهمه خلق برجاى بميرند] الا ما شاء الله كما يأتى فى سورة الزمر ان شاء الله تعالى.
واعلم ان الموت يدرك الانسان سريعا والانسان لا يدرك كل الامانى فعلى العبد ان يتدارك الحال بقصر الآمال: قال الشيخ سعدى قدس سره

تو غافل در انديشه سود ومال كه سرمايه عمر شد بايمال
غبار هوى جشم عقلت بدوخت شموس هوس كشت عمرت بسوخت
خبر دارى اى استخوان قفس كه جان تو مرغيست نامش نفس
جومرغ از قفس رفت وبكسست قيد دكر ره نكردد بسعى تو صيد
نكه دار فرصت كه عالم دميست دمى بيش دانا به از عالميست
سكندر كه بر عالمى حكم داشت دران دم كه بكذشت عالم كذاشت
ميسر نبودش كزو عالمى ستانند ومهلت دهندش دمى
دل اندر دلارام دنيا مبند كه ننشست باكس كه دل برنكند
سر ازجيب غفلت برآور كنون كه فردا نمانى بحسرت نكون
طريقى بدست آر وصلحى بجوى شفيعى بر انكيز وعذرى بكوى
كه يك لحظه صورت نبندد امان جو بميانه برشد بدور زمان

دعا عمرو بن العاص رضى الله عنه حين احتضاره بالغل والقيد فلبسهما ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "ان التوبة مبسوطة ما لم يغرغر ابن ادم بنفسه" ثم استقبل القبلة فقال اللهم امرتنا فعصينا ونهيتنا فارتكبنا هذا مقام العائد بك فان تعف فاهل العفو انت وان تعاقب فيما قدمت يداى سبحانك لا اله الا انت انى كنت من الظالمين فمات وهو مغلول مقيد فبلغ الحسن بن على رضى الله عنهما فقال استسلم الشيخ حين ايقن بالموت ولعله ينفعه.
ومن السنة حسن الوصية عند الموت وان كان الذى يوصى عند الموت كالذى يقسم ماله عند الشبع. ومن مات بغير وصية لم يؤذن له فى الكلام بالبرزخ الى يوم القيامة ويتزاور الاموات ويتحدثون وهو ساكت فيقولون انه مات من غير وصية فيوصى بثلث ماله.
وعن ابن عباس رضى الله عنهما الضرار فى الوصية من الكبائر ويوصى بارضاء خصومه وقضاء دينونه وفدية صلاته وصيامه جعلنا الله واياكم من المتداركين لحالهم والمتفكرين فى مآلهم والمكثرين من صالحات الاعمال والمنتقلين من الدنيا على اللطف والجمال