خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلاَلٍ عَلَى ٱلأَرَآئِكِ مُتَّكِئُونَ
٥٦
-يس

روح البيان في تفسير القرآن

{ هم } الخ استثناف مسوق لبيان كيفية شغلهم وتفكههم وتكميلها بما يزيدهم بهجة وسرورا من شركة ازواجهم لهم فيما هم فيه من الشغل والفكاهة وهم مبتدأ والضمير لاصحاب الجنة { وازواجهم } عطف عليه والمراد نساؤهم اللاتى كن لهم فى الدنيا او الحور العين او اخلاؤهم كما فى قوله تعالى { { احشروا الذين ظلموا وازواجهم } ويجوز ان يكون الكل مرادا فقوله وازواجهم اشارة الى عدم الوحشة لان المنفرد يتوحش اذا لم يكن له جليس من معارفه وان كان فى اقصى المراتب ألا ترى انه عليه السلام لحقته الوحشة ليله المعراج حين فارق جبريل فى مقامه فسمع صوتا يشابه صوت ابى بكر رضى الله عنه فزالت عنه تلك الوحشة لانه كان يأنس به وكان جليسه فى عامة الاوقات ولامر ما نهى عليه السلام عن ان يبيت الرجل منفردا فى بيت { فى ظلال على الارائك متكئون } قوله متكئون خبر المبتدأ أو الجاران صلتان له قدمتا عليه لمراعاة الفواصل ويجوز ان يكون في ظلال خبرا ومتكئون على الارائك خبرا ثانيا. والظلال جمع ظل كشعاب جمع شعب والظل ضد الضح بالفارسية [سايه] او جمع ظلة كقباب جمع قبة وهى الستر الذى يسترك من الشمس. والارائك جمع اريكة وهى كسفينة سرير فى حجلة وهى محركة موضع يزين بالثياب والستور للعروس كما فى القاموس.
قال فى المختار الاريكة سرير متخذ مزين فى قبة او بيت فاذا لم يكن فيه سرير فهو حجلة اى لا اريكة وتسميتها بالاريكة اما لكونها فى الاصل متخذة من الاراك وهو شجر يتخذ منه المسواك او لكونها مكانا للاقامة فان اصل الاروك الاقامة على رعى الاراك ثم تجوز به فى سائر الاقامات. والاتكاء الاعتماد بالفارسية [تكيه زدن] اى معتمدون فى ظلال على السرر فى الحجال والاتكاء على السرر دليل التنعم والفراغ.
قال فى كشف الاسرار [معنى آنست كه ايشان وجفتان ايشان زير سايها اند بناها وخيمها كه از براى ايشان ساخته اند خيمهاست از مرواريد سفيد جهار فرسنك در جهار فرسنك آن خيمه زده شصت ميل ارتفاع آن ودران خيمه سريرها وتختها نهاده هر تختى سيصد كزار ارتفاع آن بهشتى جون خواهدكه بران تخت شود تخت بزمين بهن باز شود تا بهشتى آسان بى رنج بر ان تخت شود].
فان قيل كيف يكون اهل الجنة فى ظلال والظل انما يكون حيث تكون الشمس وهم لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا.
اجيب بان المراد من الظل ظل اشجار الجنة من نور العرش لئلا يبهر ابصار اهل الجنة فانه اعظم من نور الشمس.
وقيل من نور قناديل العرش كذا فى حواشى ابن الشيخ.
وقال فى المفردات ويعبر بالظل عن العز والمنعة وعن الرفاهة قال تعالى
{ { ان المتقين فى ظلال وعيون } اى فى عزة ومنعة واظلنى فلان اى حرسنى وجعلنى فى ظله اى فى عزه ومنعته وندخلهم ظلا ظليلا كناية عن نضارة العيش انتهى.
وقال الامام فى سورة النساء ان بلاد العرب كانت فى غاية الحرارة فكان الظل عندهم من اعظم اسباب الراحة وهذا المعنى جعلوه كناية عن الراحة قال عليه السلام
"السلطان ظل الله فى الارض"
وفى الآية اشارة الى ان الله تعالى يقول لا قوام فارغين عن الالتفات الى الكونين مراقبين للمشاهدات ان اصحاب الجنة اليوم فى شغل فاكهون هم وازواجهم اى اشكالهم فارغبوا انتم الىّ واشتغلوا بى وتنعموا بنعيم وصالى وتلذذوا بمشاهدة جمالى فانه لا لذة فوقها رزقنا الله واياكم ذلك: قال الحافظ

صحبت حور نخواهم كه بود عين قصور باخيال تواكر باد كرى بردازم

وقال ايضا

نعيم اهل جهان بيش عاشقان يك جو