خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

إِذْ أَبَقَ إِلَى ٱلْفُلْكِ ٱلْمَشْحُونِ
١٤٠
-الصافات

روح البيان في تفسير القرآن

وذلك قوله تعالى { اذ ابق } اى اذكر وقت اباقه اى هربه واصله الهرب من السيد لكن لما كان هربه من قومه بغير اذن ربه حسن اطلاقه عليه بطريق المجاز تصويرا لقبحه فانه عبد الله فكيف يفر بغير الاذن والى اين يفر والله محيط به وقد صح انه لا يقبل فرض الآبق ولا نفله حتى يرجع فاذا كان الادنى مأخوذا بزلة فكيف الاعلى { الى الفلك المشحون } اى المملوء من الناس والدواب والمتاع ويقال المجهز الذى فرغ من جهازه يقال شحن السفينة ملأها كما فى القاموس ـ روى ـ ان يونس لما دخل السفينة وتوسطت البحر احتسبت عن الجرى ووقفت فقال الملاحون هنا عبد آبق من سيد وهذا رسم السفينة اذا كان فيها عبد آبق لا تجرى. وقال الامام فقال الملاحون ان فيكم عاصيا والا لم يحصل فى السفينة ما نراه من غير ريح ولا سبب ظاهر وقال التجار قد جربنا مثل هذا فاذا رأينا نقترع فمن خرج سهمه نرميه فى البحر لان غرق الواحد خير من غرق الكل فاقترعوا ثلاث مرات فخرجت القرعة على يونس فى كل مرة وذلك قوله تعالى