خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ ٱلْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ
١٨٠
-الصافات

روح البيان في تفسير القرآن

{ سبحان ربك } خطاب للنبى عليه السلام وقوله { رب العزة } بدل من الاول { عما يصفون } اى نزه يا محمد من هومربيك ومكرمك ومالك العزة والغلبة على الاطلاق عما يصفه المشركون به مما لا يليق بجناب كبريائه من الاولاد والازواج والشركاء وغير ذلك من الاشياء التى من جملتها ترك نصرتك عليهم كما يدل عليه استعجالهم بالعذاب.
قال فى بحر العلوم اضاف الرب الى العزة لاختصاصه بها كأنه قيل ذى العزة كقولك صاحب صدق لاختصاصه بالصدق فلا عزة الا له على ان العزة ذاتية او لمن اعزه من الانبياء وغيرهم فالعزة حادثة كائنة بين خلقه وهى وان كانت صفة قائمة بغيره تعالى الا انها مملوكة له مختصة به يضعها حيث يشاء كما قال تعالى
{ { تعز من تشاء } وفيه اشعار بالسلوب والاضافات كما فى قوله تعالى { { تبارك اسم ربك ذى الجلال والاكرام } وذلك ان قوله سبحان اشارة الى السلوب كالجلال فان كل منهما يفيد ما افاد الآخر فى قولنا سبحان ربنا عن الشريك والشبيه وجل ربنا عنهما. وقوله ربك رب العزة اشارة الى الاضافات كالاكرام وانما قدم السلب على الاضافة لان السلوب كافية فيها ذاته من حيث هو هو بخلاف الاضافات فانه لابد من تحققها من غيره لان الاضافة لا توجد الا عند وجود المضافين.
قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام سبحان الله كلمة مشتملة على سلب النقص والعيب عن ذات الله وصفاته فما كان من اسمائه سلبا فهو مندرج تحت هذه الكلمة كالقدوس وهو الطاهر من كل عيب والسلام وهو الذى سلم من كل آفة فنفينا بسبحان الله كل عيب عقلناه وكل نقص فهمناه. ثم ان المرسلين لما كانوا وسائط بين الله وبين عباده نبه على علو شانهم بقوله