خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

إِنَّا زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنْيَا بِزِينَةٍ ٱلْكَوَاكِبِ
٦
-الصافات

روح البيان في تفسير القرآن

{ انا زينا السماء الدنيا } اى القربى منكم ومن الارض واما بالنسبة الى العرش فهى البعدى. والدنيا تأنيث الادنى بمعنى الاقرب { بزينة } عجيبة بديعة { الكواكب } بالجر بدل من زينة على ان المراد بها الاسم اى ما يزان به لا المصدر فان الكواكب بانفسها واوضاع بعضها عن بعض زينة وأى زينة.
وفيه اشارة الى ان الزينة التى تدرك بالبصر يعرفها الخاصة والعامة والى الزينة التى يختص بمعرفتها الخاصة وذلك احكامها وسيرها والكواكب معلقة فى السماء كالقناديل او مكوكبة عليها كالمسامير على الابواب والصناديق وكون الكواكب زينة للسماء الدنيا لا يقتضى كونها مركوزة فى السماء الدنيا ولا ينافى كون بعضها مركوزة فيما فوقها من السموات لان السموات اذا كانت شفافة واجراما صافية فالكواكب سواء كانت فى السماء الدنيا او فى سماوات اخرى فهى لا بد وان تظهر فى السماء الدنيا وتلوح منها فتكون سماء الدنيا مزينة بالكواكب.
والحاصل ان المراد هو التزيين فى رأى العين سواء كانت اصول الزينة فى سماء الدنيا او فى غيرها وهذا مبنى على ما ذهب اليه اهل الهيئة من ان الثوابت مركوزة فى الفلك الثامن وما عدا القمر فى السنة المتوسطة وان لم يثبت ذلك فحقيقة العلم عند الله تعالى