خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

سَلاَمٌ عَلَىٰ نُوحٍ فِي ٱلْعَالَمِينَ
٧٩
-الصافات

روح البيان في تفسير القرآن

{ سلام على نوح } اى هذا الكلام بعينه وهو وارد على الحكاية كقولك قرأت سورة انزلناها فلم ينتصب السلام لان الحكاية لا تزال عن وجهها. والمعنى يسلمون عليه تسليما ويدعون له على الدوام امة بعد امة { فى العالمين } بدل من قوله فى الآخرين لكونه ادل منه على الشمول والاستغراق لدخول الملائكة والثقلين فيه. والمراد الدعاء بثبات هذه التحية واستمرارها ابدا فى العالمين من الملائكة والثقلين جميعا. وفى تفسير القرطبى جاءت الحية والعقرب لدخول السفينة فقال نوح لا احملكما لانكما سبب الضر والبلاء فقالا احملنا فنحن نضمن لك ان لا نضر احدا ذكرك فمن قرأ حين يخاف مضرتهما { سلام على نوح فى العالمين } لم يضراه ذكره القشيرى.
وفى التأويلات النجمية يشير بهذا الى ان المستحق لسلام الله هو نوح روح الانسان لانه ما جاء ان الله سلم على شئ من العالمين غير الانسان كما
"قال تعالى ليلة المعراج السلام عليك ايها النبى ورحمة الله وبركاته فقال عليه السلام السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين" وما قال وعلى ملائكتك المقربين. وانما كان اختصاص الانسان بسلام من بين العالمين لانه حامل الامانة الثقيلة التى اعرض عنها غيره فكان احوج شئ الى سلام الله ليعبر بالامانة على الصراط المستقيم الذى هو ادق من الشعرة واحد من السيف ولهذا قال النبى عليه السلام "تكون دعوة الرسل حينئذ رب سلم سلم" وهل سمعت ان يكون لغير الانسان العبور على الصراط وانما اختصوا بالعبور على الصراط لانهم يؤدون الامانة الى اهلها وهو الله تعالى فلا بد من العبور على صراط الله الموصل اليه لاداء الامانة