خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وفِرْعَوْنُ ذُو ٱلأَوْتَادِ
١٢

روح البيان في تفسير القرآن

{ كذبت قبلهم } اى قبل قومك يا محمد وهم قريش { قوم نوح } اى كذبوا نوحا وقد دعاهم الى الله وتوحيده الف سنة الا خمسين عاما { وعاد } قوم هود { وفرعون } موسى عليه السلام { ذو الاوتاد } جمع وتد محركة وبكسر التاء وهو ما غرز فى الارض او الحائط من خشب: وبالفارسية [ميخ] اى ذو الملك الثابت لانه استقام له الامر اربعمائة سنة من غير منازع واصله ان يستعمل فى ثبات الخيمة بان يشد اطنابها على اوتاد مركوزة فى الارض فان اطنابها اذاشتدت عليها كانت ثابتة فلا تلقيها الريح على الارض ولا تؤثر فيها ثم استعير لثبات الملك ورسوخ السلطنة واستقامة الامر بان شبه ملك فرعون بالبيت المطنب استعارة بالكناية واثبت له لوازم المشبه به وهو الثبات بالاوتاد تخييلا. وجه تخصيص هذه الاستعارة ان اكثر بيوت العرب كانت خياما وثباتها بالاوتاد ويجوز ان يكون المعنى ذو الجموع الكثيرة سموا بذلك لانهم يشدون البلاد والملك ويشد بعضهم بعضا كالوتد يشد البناء والخباء فتكون الاوتاد استعارة تصريحية وفى الحديث "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا" اى لا يتقوى فى امر دينه ودنياه الا بمعونة اخيه كما ان بعض البناء يتقوى ببعضه ويكفى دليلا على كثرة جموع فرعون انه قال فى حق بنى اسرائيل ان هؤلاء لشرذمة قليلون مع انهم كانوا ينيفون على ستمائة الف مقاتل سوى الصغير والشيخ. ويجوز ان يكون الاوتاد حقيقة لا استعارة فانه على ما روى كانت له اوتاد من حديد يعذب الناس عليها فكان اذا غضب على احد مده مستلقيا بين اربعة اوتاد وشد كل يد وكل رجل منه الى سارية وكان كذلك فى الهواء بين السماء والارض حتى يموت او كان يمد الرجل مستلقيا على الارض ثم يشد يديه ورجليه ورأسه على الارض بالاوتاد.
يقول الفقير هذه الرواية هى الانسب لما ذكروه فى قصة آسية امرأة فرعون فى سورة التحريم من انها لما آمنت بموسى اوتد لها فرعون باوتاد فى يديها ورجليها كما سيجىء