خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

إِذْ دَخَلُواْ عَلَىٰ دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُواْ لاَ تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَىٰ بَعْضُنَا عَلَىٰ بَعْضٍ فَٱحْكُمْ بَيْنَنَا بِٱلْحَقِّ وَلاَ تُشْطِطْ وَٱهْدِنَآ إِلَىٰ سَوَآءِ ٱلصِّرَاطِ
٢٢

روح البيان في تفسير القرآن

{ اذ دخلوا على داود } بدل مما قبله { ففزع منهم } الفزع انقباض ونفار يعترى الانسان من الشىء المخيف وهو من جنس الجزع ولا يقال فزعت من الله كما يقال خفت منه وانما فزع منهم لانه كان الباب مغلقا وهو يتعبد فى البيت فنزلوا عليه بغتة من فوق اى من غير الباب على خلاف العادة.
وفيه اشارة الى كمال ضعف البشرية مع انه كان اقوى الاقوياء اذ فزع منهم ولعل فزع داود كان لاطلاع روحه على انه تنبيه له وعتاب فيما سلف منه كما سيأتى فلما رأوه فزعا { قالوا } ازالة لفزعه { لا تخف } منا.
قال فى التأويلات النجمية يشير الى انه لا تخف من صورة احوالنا فانا جئنا لتحكم بيننا بالحق ولكن خف من حقيقة احوالنا فانها كشف احوالك التى جرت بينك وبين خصمك اوريا { خصمان } اى نحن فريقان متخاصمان على تسمية مصاحب الخصم خصما تجوزا والحاصل انه اطلق لفظ الخصم فيما سبق على الجمع بدليل تسوروا ثم ثنى بتأويل الفريق وهم وان لم يكونوا فريقين بل شخصين اثنين بدليل ان هذا اخى الآية لكن جعل مصاحب الخصم خصما فكانا بمن معهما فريقين من الخصوم فحصل الانطباق بين صيغة التثنية فى قوله خصمان وبين ما مر من ارادة الجمع { بغى } [ستم وجور كرد] { بعضنا على بعض } هو على الفرض وقصد التعريض بداود لا على تحقيق البغى من احدهما فلا يلزم الكذب اذ الملائكة منزهون عنه فلا يحتاج الى ما قيل ان المتخاصمين كانا لصين دخلا عليه للسرقة فلما رآهما اخترعا الدعوى كما فى شرح المقاصد { فاحكم بيننا بالحق } بالعدل: وبالفارسية [بس حكم كن درميان ما براستى] { ولا تشطط] [الاشطاط: بيدا كردن واز حد در كذشتن] من الشطط وهو مجاوزة الحد وتخطى الحق. والمعنى لا تجر فى الحكومة وهو تأكيد للامر بالحكم بالحق والمقصود من الامر والنهى الاستعطاف { واهدنا الى سواء الصراط } الى وسط طريق الحق بزجر الباغى عما سلكه من طريق الجور وارشاده الى منهاج العدل