خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَٱضْرِب بِّهِ وَلاَ تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِّعْمَ ٱلْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ
٤٤

روح البيان في تفسير القرآن

{ وخذ بيدك ضغثا }.
قال فى الارشاد معطوف على اركض او على وهبنا بتقدير وقلنا خذ بيدك الخ والاول اقرب لفظا وهذا انسب معنى فان الحاجة الى هذا الامر لا تمس الا بعد الصحة. والضغث الحزمة الصغيرة من الحشيش ونحوه فى المفردات الضغث قبضة ريحان او حشيش وبه شبه الاحلام المختلطة التى لا يتبين حقائقها انتهى.
وقال الكاشفى [وبكير بدست خود دسته از جوب ازخرما يا از حشائش خشك شده كه بعدد صد باشد وفى كشف الاسرار مفسران كفتند ابليس برصورت طبيبى برسر راه نشست وبيماران ار مداوات مى كرد زن ايوب آمد وكفت بيمارىكه فلان علت دارد اورا مداوات كنى ابليس كفت اورا مداوات كنم وشفا دهم بشرط آنكه جون اورا شفا دهم اومراكويد "انت شفيتنى" يعنى تومرا شفا دادى ازشما جزاين نخواهم زن بيامد و آنجه ازوى شنيد بايوب كفت ايوب بدانست كه آن شيطانست واورا از راه مىبرد و كفت "والله لئن برئت لاضربنك مائة" بس جون به شد جبريل آمد وبيام آورد ازحق تعالى كه آن زن ترا درايام بلا خدمت نيكود كرد اكنون تخفيف ويرا وتصديق سوكندخودرا دسته كياه وريحان كه بعدد صد شاخ باشد باقبضه كه ازين درخت كندم كه خوشه برسردارد آنرا بدست خويش كير] فانه قال فى التكملة وقد روى انه اخذ مائة سنبلة فى كف واحد فضربها بها.
وقيل باعت ذؤابتيها برغيفين وكانتا متعلق ايوب اذا قام فحلف بذلك.
قال فى فتح الرحمن روى ان ايوب عليه السلام كانت زوجته مدة مرضه تختلف اليه فيتلقاها الشيطان مرة فى صورة طبيب ومرة فى هيئة ناصح فيقول لها لو سجد هذا المريض للصنم الفلانى لبرىء ولو ذبح عناقا للصنم الفلانى لبرىء ويعرض لها وجوها من الكفر فكانت هى ربما عرضت ذلك على ايوب فيقول لقيت عدو الله فى طريقك فلما اغضبته حلف ان عوفى ليجلدنها مائة جلدة انتهى.
يقول الفقير هذه الوجوه ذكرت ايضا فى غيره من التفاسير لكنها ضعيفة فان امرأة ايوب وهى رحمة وكانت بنت ابن يوسف الصديق عليه السلام على ما هو الارجح ولا يتصور من مثل هذه المرأة المتدينة ان تحمل ايوب على ما هو كفر فى دينه وفى سائر الاديان وبمجرد نقل كلام العدو لا يلزم الغضب والحلف فالوجه الاول أليق بالمقام { فاضرب به } اى بذلك الضغث زوجك { ولا تحنث } فى يمينك فان البر يتحقق به فاخذ ضغثا فضربها ضربة واحدة يقال حنث فى يمينه اذا لم يف بها.
وقال بعضهم الحنث الاثم ويطلق على فعل ما حلف على تركه وترك ما حلف على فعله من حيث ان كل واحد منهما سبب له.
وفى تاج المصادر [الحنث: دروغ شدن سوكند] ويعدى بفى [وبزه مندشدن].
فان قيل لم قال الله تعالى لايوب عليه السلام { لا تحنث } وقال لمحمد صلى الله عليه وسلم
{ { قد فرض الله لكم تحلة ايمانكم } قلنا لان كفارة اليمين لم تكن لاحد قبلنا بل هى لنا مما اكرم الله به هذه الامة بدليل قوله تعالى لكم كذا فى اسئلة الحكم.
وفى كلام بعض المفسرين لعل التكفير لم يجز فى شرعهم او ان الافضل الوفاء به انتهى.
قال الشيخ نجم الدينرحمه الله اراد الله ان يعصم نبيه ايوب عليه السلام من الذنبين اللازمين. احدهما اما الظلم واما الحنث وان لا يضيع اجر احسان المرأة مع زوجها وان لا يكافئها بالخير شرا وتبقى ببركتها هذه الرخصة فى الامم الى يوم القيامة انتهى. فقد شرع الله هذه الرحمة رحمة عليه وعليها لحسن خدمتها اياه ورضاه عنها وهى رخصة باقية فى الحدود يجب ان يصيب المضروب كل واحد من المائة اما باطرافها قائمة او باعراضها مبسوطة على هيئة الضرب اى بشرط ان توجد صورة الضرب ويعمل بالحيل الشرعية بالاتفاق ـ روى ـ ان الليث بن سعد حلف ان يضرب ابا حنيفة بالسيف ثم ندم من هذه المقالة وطلب المخرج من يمينه فقال ابو حنيفةرحمه الله خذ السيف واضربنى بعرضه فتخرج عن يمينك كما فى مناقب الامام رضى الله عنه.
قال فى فتح الرحمن مذهب الشافعى اذا وجب الحد على مريض وكان جلدا اخر للمرض فان لم يرج برؤه جلد بعثكال عليه مائة غصن فان كان خمسين ضرب به مرتين وتمسه الاغصان او ينكبس بعضها على بعض ليناله بعض الالم فان برىء اجزأه ومذهب ابى حنيفةرحمه الله يؤخر فلا يجلد حتى يبرأ كمذهب الشافعى فان كان ضعيف الخلقة يخاف عليه الهلاك لو ضرب شديدا يضرب مقدار ما يتحمله من الضرب ومذهب مالك لايضرب الا بالسوط ويفرق الضرب وعدد الضربات مستحق لا يجوز تركه فان كان مريضا آخر الى ان يبرأ كمذهب الشافعى وابى حنيفة ومذهب احمد يقام الحد فى الحال ولا يؤخر للمرض ولو رجى زواله ويضرب بسوط يؤمن معه التلف كالقضيب الصغير فان خشى عليه من السوط اقيم باطراف الثياب وعثكول النخل فان خيف عليه من ذلك جمع ضغث فيه مائة شمراخ فضرب به ضربة واحدة كقول الشافعى واما اذا كان الحد رجما فلا يؤخر بالاتفاق ولا يقام الحد على حامل حتى تضع بغير خلاف فابو حنيفة ان كان حدها الجلد فحتى تتعالّ ااى تخرج من نفاسها وان كان الرجم فعقيب الولادة وان لم يكن للصغير من يربيه فحتى يستغنى عنها والشافعى حتى ترضعه اللبان ويستغنى بغيرها او فطام لحولين ومالك واحمد بمجرد الوضع { انا وجدناه } علمناه { صابرا } فيما اصابه فى النفس والاهل والمال.
وفى التأويلات النجمية يشير الى ان ايوب عليه السلام لم يكن ليجد نفسه صابرا لولا انا وجدناه صابرا اى جعلناه يدل على هذا المعنى قوله تعالى لنبيه عليه السلام
{ { واصبر وما صبرك الا بالله } اى هو الذى صبرك وان لم تكن تصبر انتهى ـ روى ـ انه بلغ امر ايوب عليه السلام الى ان لم يبق منه الا القلب واللسان فجاءت دودة الى القلب فعضته واخرى الى اللسان فعضته فعند ذلك دعا ايوب فوقعت دودة فى الماء فصار علقا واخرى فى البر فصار نحلا يخرج منه العسل.
وفى زهرة الرياض انه بقى على بدنه اربعة من الديدان واحد طار ووقع على شجرة الفرصاد فصار دود القز وواحد وقع فى الماء فصار علقا وواحد وقع فى الحبوب فصار سوسا والرابع طار ووقع فى الجبال والاشجار فصار نحلا وهذا بعدما كشف الله عنه.
واعلم ان العلماء قالوا ان الانبياء عليهم الصلاة والسلام معصومون من الامراض المنفرة ويناقش فيه بحديث ايوب عليه السلام اذ روى انه تفرق عنه الناس حتى ارتد بعض من آمن به الا ان يستثنى ايوب عليه السلام فان ابتلاءه كان خارقا للعادة وابتلاء الناس به أى ابتلاء.
ثم اعلم انه ليس فى شكواه الى الله تعالى اخلال بصبره فان الصبر حبس النفس عن الشكوى لغير الله لا الى الله تعالى وفى حبس النفس عن الشكوى الى الله فى رفع الضر مقاومة القهر الالهى وهو ليس من آداب العبودية فلا بد من الشكاية ليصح الافتقار الذى هو حقيقتك المميزة نسبة العبودية من الربوبية ولذا قال ابو يزيد البسطامى قدس سره

جارجيز آورده ام شاها كه در كنج تونيست نيستى وحاجت وعجز ونياز آورده ام

وجاع بعض العارفين فبكى فعاتبه فى ذلك بعض من لا ذوق له فقال انما جوّعنى لابكى واسأل { نعم العبد } اى ايوب { انه اواب } تعليل لمدحه اى انما كان نعم العبد لانه رجاع الى الله تعالى لا الى الاسباب مقبل بجملة وجوده الى طاعته او رجاع الى الحضرة فى طلب الصبر على البلاء والرضى بالقضاء ولقد سوى الله تعالى بين عبديه اللذين احدهما انعم عليه فشكر والآخر ابتلى فصبر حيث اثنى عليهما ثناء واحدا فقال فى وصف سليمان { { نعم العبد انه اواب } وفى وصف ايوب كذلك ولم يلزم من الاوابية الذنب لان بلاء ايوب كان من قبيل الامتحان على ما سبق.
واعلم ان العيش فى البلاء مع الله عيش الخواص وعيش العافية مع الله عيش العوام وذلك لان الخواص يشاهدون المبلى فى البلاء وتطيب عيشتهم بخلاف العوام فانهم بمعزل من الشهود فيكون البلاء لهم عين المحنة ولذا لا صبر لهم.
قال ابن مسعود رضى الله عنه ايوب عليه السلام رأس الصابرين الى يوم القيامة.
قال بعضهم [بلاذخيره اوليا واختياراصفيااست هريكى بنوعى ممتحن بودند. نوح بدست قوم خويش كرفتار. ابراهيم بآتش نمرود. اسماعيل بفتنه ذبح. يعقوب بفراق فرزند. زكريا ويحيى بمحنت قتل. موسى بدست فرعون وقبطيان وعلى هذا اوليا واصفيا. يكى را محنت غربت بود ومذلت. يكى را كرسنكى وفاقت. يكىرا بيمارى وعلت. يكىرا قتل وشهادت. مصطفى عليه السلام كفت (ان الله ادخر البلاء لاوليائه كما ادخر الشهادة لاحبابه) جون رب عزت آن بلاها ازايوب كشف كرد روزى بخاطروى بكذشت كه نيك صبر كردم دران بلاندا آمدكه "أانت صبرت ام نحن صبرناك يا ايوب لولا انا وضعنا تحت كل شعرة من البلاء جبلا من الصبر لم تصبر" جنيد قدس سره كفت] من شهد البلاء بالبلاء ضج من البلاء ومن شهد البلاء من المبلى حنّ الى البلاء.
قال ابن عطاء ليخفف ألم البلاء عنك علمك بان الله هو المبلى.
واعلم ان لكل بلاء خلفا اما فى الدنيا واما فى الآخرة واما فى كليهما: قال الصائب

هر محنتى مقدمه راحتى بود شد همزبان حق جو زبان كليم سوخت

ـ يروى ـ ان الله تعالى لما اذهب عن ايوب ما كان فيه من الاذى انزل عليه ثوبين ابيضين من السماء فاتزر باحدهما وارتدى بالآخر ثم مشى الى منزله فاقبلت سحابة فسحت فى اندر قمحه ذهبا حتى امتلأ واقبلت سحابة اخرى الى اندر شعيره فسحت فيه ورقا حتى امتلأ وشكر الله خدمة زوجته فردها الى شبابها وجمالها