خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قَالُواْ رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَـٰذَا فَزِدْهُ عَذَاباً ضِعْفاً فِي ٱلنَّارِ
٦١

روح البيان في تفسير القرآن

{ قالوا } اى الاتباع معرضين عن خصومتهم متضرعين الى الله { ربنا من قدم لنا هذا } العذاب او الصلى.
وفى التفسير الفارسى { هركه فرا بيش داشت براىما اين كفر وضلال ومارا ازراه حق بلغزانيد] { فزده عذابا ضعفا فى النار } [بس زياده كن اورا عذابى دوباره در آتش يعنى آن مقدار عذاب كه دارد آنرا دوجندان كن] ومن يجوز ان تكون شرطية وفزده جوابها وان تكون موصولة بمعنى الذى مرفوعة المحل على الابتداء والخبر فزده والفاء زائدة لتضمن المبتدأ معنى الشرط وضعفا صفة لعذابا بمعنى مضاعفا وفى النار ظرف لزده او نعت لعذابا.
قال الراغب الضعف من الاسماء المتضايفة التى يقتضى وجود احدها وجود الآخر كالضعف والزوج وهو تركب قدرين مساويين ويختص بالعدد فاذا قيل ضعفت الشىء وضاعفته اى ضممت اليه مثله فصاعدا فمعنى عذابا ضعفا اى عذابا مضاعفا اى ذا ضعف بان يزيد عليه مثله ويكون ضعفين اى مثلين فان ضعف الشىء وضعفيه مثلاه كقولهم ربنا وآتهم ضعفين من العذاب.
فان قلت كل مقدار يعرض من العذاب ان كان بقدر الاستحقاق لم يكن مضاعفا وان كان زائدا عليه كان ظلما فكيف يجوز سؤاله من الله تعالى يوم القيامة.
قلت ان المسئول من التضعيف ما يكون بقدر الاستحقاق بان يكون احد الضعفين بمقابلة الضلال والآخر بمقابلة الاضلال قال عليه السلام
"من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها الى يوم القيامة" ونظيره ان الكافرين اذا قتل احدهما وزنى دون الآخر فهما متساويان فى وزر الكفر واما القاتل والزانى فعذابه مضاعف لمضاعفة عمله السيىء.
وقال ابن مسعود رضى الله عنه العذاب الضعف هو الحيات والافاعى وذلك المضل آذى روح من اضله فى الدنيا فسلط الله عليه المؤذى فى الآخرة لان الجزاء من جنس العمل.
فعلى العاقل اصلاح الباطن وتزكيته من الاخلاق الذميمة والاوصاف القبيحة واصلاح الظاهر وتحليته عن الاقوال الشنيعة والاعمال الفظيعة ولا يغتر بالقرناء السوء فانهم منقطعون غدا عن كل خلة ومودة ولا ينفع لاحد الا القلب السليم والعلم النافع والعمل الصالح

بضاعت بجندانكه آرى برى وكر مفلسى شرمسارى برى

اللهم اجعلنا من اهل الرحمة لا من اهل الغضب