خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَٱعْبُدُواْ مَا شِئْتُمْ مِّن دُونِهِ قُلْ إِنَّ ٱلْخَاسِرِينَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ أَلاَ ذَلِكَ هُوَ ٱلْخُسْرَانُ ٱلْمُبِينُ
١٥
-الزمر

روح البيان في تفسير القرآن

{ فاعبدوا } اى قد امتثلت ما امرت به فاعبدوا يا معشر الكفار { ما شئتم } ان تعبدوه { من دونه } تعالى. والامر للتحديد كما فى قوله تعالى { { اعملوا ما شئتم
} قال فى الارشاد وفيه من الدلالة على شدة الغضب عليهم ما لا يخفى كأنهم لما لم ينتهوا عما نهوا عنه امروا به كى يحل بهم العقاب ولما قال المشركون خسرت يا محمد حيث خالفت دين آبائك قال تعالى { قل ان الخاسرين } اى الكاملين فى الخسران الذى هو عبارة عن اضاعة ما يهمه واتلاف ما لا بد منه.
وفى المفردات الخسران انتقاص رأس المال يستعمل فى المال والجاه والصحة والسلامة والعقل والايمان والثواب وهو الذى جعل الله الخسران المبين وهو بالفارسية [زيان: والخاسر زيانكار بكو بدرستى كه زيانكار ان] { الذين } [آنانندكه] فالجملة من الموصول والصلة خبران { خسروا انفسهم } بالضلال واختيار الكفر لها اى اضاعوها واتلفوها اتلاف البضاعة فقوله انفسهم مفعول خسروا.
وقال الكاشفى [زيان كردند در نفسهاى خودكه كمراه كشتند] { واهليهم } بالضلال واختيار الكفر لها ايضا اصله اهلين جمع اهل واهل الرجل عشيرته وذو قرابته كما فى القاموس ويفسر بالازواج والاولاد وبالعبيد والاماء وبالاقارب وبالاصحاب وبالمجموع كما فى شرح المشارق لابن الملك { يوم القيمة } حين يدخلون النار بدل الجنة حيث عرضوهما للعذاب السرمدى واوقعوهما فى هلكة لا هلكة وراءها { ألا ذلك } الخسران { هو الخسران المبين } حيث استبدلوا بالجنة نارا وبالدرجات دركات كما فى كشف الاسرار.
وقال الكاشفى [بدانيد وآكاه باشيدكه آنست آن زيان هويداكه برهيجكس ازهل موقف بوشيده نماند].
وفى التأويلات النجمية الخاسر فى الحقيقة من خسر دنياه بمتابعة الهوى وخسر عقباه بارتكاب ما نهى عنه وخسر مولاه بتولى غيره ثم شرح خسرانهم بنوع بيان فقال