خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قُرْآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ
٢٨
-الزمر

روح البيان في تفسير القرآن

{ قرآنا عربيا } اى بلغة العرب وهو حال مؤكدة من هذا على ان مدار التأكيد هو الوصف اى التأكيد فى الحقيقة هو الصفة ومفهومها. وبعضهم جعل القرآن توطئة للحال التى هى عربيا والحال الموطئة اسم جامد موصوف بصفة هى الحال فى الحقيقة ويجوز ان ينتصب على المدح اى اريد بهذا القرآن قرآنا عربيا { غير ذى عوج } لا اختلاف فيه بوجه من الوجوه ولا تناقض ولا عيب ولا خلل. والفرق بينه بالفتح وبينه بالكسر ان كل ما ينتصب كالحائط والجدار والعود فهو عوج بفتح العين وكل ما كان فى المعانى والاعيان الغير المنتصبة وبفتحها فى المنتصبة كالرمح والجدار ولذا قال اهل التفسير لم يقل مستقيما او غير معوج مع انه اخصر لفائدتين. احداهما نفى ان يكون فيه عوج ما بوجه من الوجوه كما قال { { ولم يجعل له عوجا } . والثانية ان لفظ العوج مختص بالمعانى دون الاعيان وهو بالفارسية [كجى].
وقال ابن عباس رضى الله عنهما { غير ذى عوج } اى غير مخلوق وذلك لان كونه مقروا بالالسنة ومسموعا بالآذان ومكتوبا فى الاوراق ومحفوظا فى الصدور لا يقتضى مخلوقيته اذ المراد كلام الله القديم القائم بذاته.
وفى حقائق البقلى قرآنا قديما ظهر من الحق على لسان حبيبه لا يتغير بتغير الزمان ولا يرهقه غبار الحدثان لا تعوجه الحروف ولا تحيط به الظرف.
وفى بحر الحقائق صراطا مستقيما الى حضرتنا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه { لعلهم يتقون } علة اخرى مترتبة على الاولى فان المصلحة فى ضرب الامثال هو التذكر والاتعاظ بها اولا ثم تحصيل التقوى. والمعنى لعلهم يعملون عمل اهل التقوى فى المحافظة على حدود الله فى القرآن والاعتبار بامثاله: وبالفارسية [شايدكه ايشان بسبب تأمل درمعانى آن بيرهيزند ازكفروتكذيب].
ثم اورد مثلا من تلك الامثال فقال