خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قُلِ ٱللَّهُمَّ فَاطِرَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ عَالِمَ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ
٤٦
-الزمر

روح البيان في تفسير القرآن

{ قل اللهم } الميم بدل من حرف النداء والمعنى قل يا محمد يا الله { فاطر السموات والارض } نصب بالنداء اى يا خالق السموات والارض على أسلوب بديع { عالم الغيب والشهادة } يا عالم كل ما غاب عن العباد وكل ما شهدوه اى التجىء يا محمد اليه تعالى بالدعاء لما تحيرت فى امر الدعوة وضجرت من شدة شكيمتهم فى المكابرة والعنادة فانه القادر على الاشياء بجملتها والعالم باحوالها برمّتها { انت } وحدك { تحكم بين عبادك } اى بينى وبين قومى وكذا بين سائر العباد { فيما كانوا فيه يختلفون } اى يختلفون فيه من امر الدين اى تحكم حكما يسلمه كل مكابر ويخضع له كل معاند وهو العذاب الدنيوى او الاخروى والثانى انسب بما بعد الآية.
وفيه اشارة الى اختلاف بين الموحدين والمشركين فان الموحدين باشروا الامور بالشرع على ما اقتضاه الامر والمشركين بالطبع على ما استدعاه الشهوة والهوى والله تعالى يحكم بينهم فى الدنيا والآخرة. اما فى الدنيا فالبعفو والفضل والكرم وتوفيق التوبة والانابة واصلاح ذات البين. واما فى الآخرة فالبعدل والنصفة وانتقام بعضهم من بعض ـ كان الربيع ـ بكسر الباء من المحدثين لا يتكلم الا فيما يعنيه فلما قتل الحسين رضى الله عنه قيل الآن يتكلم فقرأ قل اللهم الى قوله يختلفون وروى انه قال قتل من كان يجلسه النبى عليه السلام فى حجره ويضع فاه على فيه.
وعن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا افتتح صلاته من الليل يقول
"اللهم رب جبريل وميكائيل واسرافيل فاطر السموات والارض عالم الغيب والشهادة انت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدنى لما اختلفت فيه من الحق بامرك انك تهدى من شئت الى صراط مستقيم"
وفى الآية اشارة الى ان الحاكم الحقيقى هو الله تعالى وكل حكمه وقضائه عدل محض وحكمة بخلاف حكم غيره تعالى وفى الحديث "ليس احد يحكم بين الناس الا جيىء يوم القيامة مغلولة يداه الى عنقه فكفه العدل واسلمه الجور"
وقال فى روضة الاخيار كان عمر بن هبيرة امير العراق وخراسان فى ايام مروان بن محمد فدعا ابا حنيفة الى القضاء ثلاث مرات فابى فحلف ليضربنه بالسياط وليسجننه وفعل حتى انتفخ وجه ابى حنيفة ورأسه من الضرب فقال الضرب بالسياط فى الدنيا اهون علىّ من مقامع الحديد فى الآخرة ونعم ما قال من قال

بوحنيفة قضانكرد وبمرد توبميرى اكرقضانكنى