خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

لَّهُ مَقَالِيدُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِـآيَاتِ ٱللَّهِ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْخَاسِرُونَ
٦٣
-الزمر

روح البيان في تفسير القرآن

{ له مقاليد السموات والارض } جمع مقليد او مقلاد وهو المفتاح او جمع اقليد على الشذوذ كالمذاكير جمع ذكر والا ينبغى ان يجمع على اقاليد. والاقليد بالكسر معرب كليد وهو فى الفارسى بمعنى المفتاح فى العربى وان كان شائعا بين الناس بمعنى الفعل. والمعنى له تعالى وحده مفاتيح خزائن العالم العلوى والسفلى لا يتمكن من التصرف فيها غيره: وبالفارسية [مرور است كليدهاى خزائن آسمان وزمين يعنى مالك امور علوى وسفلى است وغيراورا تصر فى درآن ممكن نيست همجنانكه دخل در خزينها متصورنيست مكركسى راكه مفاتيح آن بدست اوست].
وعن عثمان رضى الله عنه انه سأل النبى صلى الله عليه وسلم عن المقاليد فقال
"تفسيرها لا اله الا الله والله اكبر وسبحان الله وبحمده واستغفر الله ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم هو الاول والآخر والظاهر والباطن بيده الخير يحيى ويميت وهو على كل شىء قدير" والمعنى على هذا ان لله هذه الكلمات يوحد بها ويمجد بها وهى مفاتيح خير السموات والارض من تكلم بها اصابه: يعنى [اين كلمات مفاتيح خيرات آسمان وزمينست هركه بدان تكلم كند بنقود فيوض آن خزائن برسد وكفته اند خزائن آسمان بارانست وخزائن زمين كياه وكليد اين خزينها بدست تصرف اوست هركاه خواهد باران فرستد وهرجه خواهد ازنباتات بروياند].
وفى الخبر ان رسول الله عليه السلام قال
"اتيت بمفاتيح خزائن الارض فعرضت علىّ فقلت لا بل اجوع يوما واشبع يوما" :قال الصائب

افتد هماى دولت اكر دركمندما از همت بلند رها ميكنيم ما

وفى التأويلات النجمية يشير الى ان له مفاتيح خزائن لطفه وهى مكنونة فى سموات القلوب وله مفاتيح خزائن قهره وهى مودعة فى ارض النفوس يعنى لا يملك احد مفاتيح خزان لطفه وقهره الا هو وهو الفتاح وبيده المفتاح يفتح على من يشاء خزائن لطفه فى قلبه فيخرج ينابيع الحكمة منه وجواهر الاخلاق الحسنة ويفتح على من يشاء ابواب خزائن قهره فى نفسه فيخرج عيون المكر والخدع والحيل منها وفنون الاوصاف الذميمة ولهذا السر قال صلى الله تعالى عليه وسلم "مفتاح القلوب لا اله الا الله" "ولما سأله عثمان رضى الله عنه عن تفسير مقاليد السموات والارض قاللا اله الا الله والله اكبر" الخ { والذين كفروا بآيات الله } التنزيلية والتكوينية المنصوبة فى الآفاق والانفس { اولئك هم الخاسرون } خسرانا لا خسار وراءه لانهم اختاروا العقوبة على الثواب وفتحوا ابواب نفوسهم بمفتاح الكفر والنفاق نسأل الله تعالى ان يجعلنا ممن ربحت تجارته لا ممن خسرت صفقته