خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ
٧٠
-الزمر

روح البيان في تفسير القرآن

{ ووفيت } [وتمام داده شود] { كل نفس } من النفوس المكلفة { ما عملت } اى جزاء ما عملت من الخير والشر والطاعة والمعصية { وهو } تعالى { اعلم } منهم ومن الشهداء { بما يفعلون } اذ هو خالق الافعال فلا يفوته شىء من افعالهم وانما يدعو الشهداء لتأكيد الحجة عليهم.
قال ابن عباس رضى الله عنهما اذا كان يوم القيامة بدل الله الارض غير الارض وزاد فى عرضها وطولها كذا وكذا فاذا استقر عليها اقدام الخلائق برّهم وفاجرهم اسمعهم الله كلامه يقول ان كتابى كانوا يكتبون ما اظهرتم ولم يكن لهم علم بما اسررتم فانا عالم بما اظهرتم وبما اسررتم ومحاسبكم اليوم على ما اظهرتم وعلى ما اسررتم ثم اغفر لمن شاء منكم.
قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام الملك لا سبيل له الى معرفة باطن العبد فى قول اكثرهم.
وقال فى ريحان القلوب الذكر الخفى ما خفى عن الحفظة لا ما يخفض به الصوت وهو خاص به صلى الله عليه وسلم ومن له به اسوة حسنة انتهى.
يقول الفقير لا شك ان الحفظة تستملى من خزنة اللوح المحفوظ فيعرفون كل ما وقع من العبد من فعل ظاهر وعزم باطن ولكن يجوز ان يكون من الاسرار ما لا يطلع عليه غيره سبحانه وتعالى.
واعلم انه اذا كان يوم القيامة يقول الله تعالى اين اللوح المحفوظ فيؤتى به وله صوت شديد فيقول الله اين ما سطرت فيك من توراة وزبور وانجيل وفرقان فيقول يا رب نقله منى الروح الامين فيؤتى به وهو يرعد وتصطك ركبتاه فيقول الله تعالى يا جبريل هذا اللوح يزعم انك نقلت منه كلامى ووحيى أصدق فيقول نعم يا رب فيقول فما فعلت فيه فيقول انهيت التوراة الى موسى والزبور الى داود والانجيل الى عيسى والقرآن الى محمد صلى الله تعالى عليه وسلم وعليهم اجمعين وانهيت الى كل رسول رسالته والى اهل الصحف صحائفهم فاذا النداء يا نوح فيؤتى به ترعد فرائصه وتصطك ركبتاه فيقول يا نوح زعم جبرائيل انك من المرسلين قال صدق يا رب فقال فما فعلت مع قومك قال دعوتهم ليلا ونهارا فلم يزدهم دعائى الا فرارا فاذا النداء يا قوم نوح فيؤتى بهم زمرة واحدة فيقول لهم هذا نوح زعم انه بلغكم الرسالة فيقولون يا رب كذب ما بلغنا شيئاأ ثم ينكرون الرسالة ثم يقول الله تعالى يا نوح ألك بينة عليهم فيقول نعم يا رب بينتى عليهم محمد صلى الله عليه وسلم وامته فيقولون كيف ذلك ونحن اول الامم وهم آخر الامم فيؤتى بالنبى عليه السلام فيقول الله تعالى يا محمد هذا نوح يستشهد بك فيشهد له بتبليغ الرسالة ويتلو
{ { انا ارسلنا نوحا الى قومه } الى آخر السورة فيقول الله تعالى قد وجب عليكم الحق وحقت كلمة العذاب على الكافرين فيؤمر بهم زمرة واحدة الى النار من غير وزن اعمال ووضع حساب وهكذا يفعل بسائر الامم اجمعين فان القرآن نطق بهم وباحوالهم.
وقد جاء ان رجلا يقف بين يدى الله فيقول يا عبد السوء كنت مجرما عاصيا فيقول لا والله ما فعلت فيقال له عليك بينة فيؤمر بحفظته فيقول كذبوا علىّ فتشهد جوارحه عليه ويؤمر به الى النار فيجعل يلوم جوارحه فيقولون ليس من اختيارنا انطقنا الله الذى انطق كل شىء وهكذا يشهد الزمان والمكان ونحوهما فطريق الخلاص ان لا تشهد اليوم غير الله وتشتغل بذكره وطاعته عما سواه قال الشيخ سعدى

دريغست كه فرموده ديو زشت كه دست ملك برتو خواهد نوشت
روا دارى از جهل وناباكيت كه باكان نويسند نا باكيت
طريقى بدست آر وصلحى بجوى شفيعى برانكيز وعذرى بكوى
كه يك لحظه صورت نبندد امان جو بيمانه بر شد بدور زمان