خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَقَـالُواْ ٱلْحَـمْدُ للَّهِ ٱلَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا ٱلأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ ٱلْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَآءُ فَنِعْمَ أَجْرُ ٱلْعَامِلِينَ
٧٤
-الزمر

روح البيان في تفسير القرآن

{ وقالوا } وكويند مؤمنان جون به بهشت درايند { الحمد لله } جميع المحامد مخصوص به تعالى { الذى صدقنا وعده } راست كرد باما وعده خود رابه بعث و ثواب قال جعفر الصادق رضى الله عنه هو حمد العارفين الذين استقروا فى دار القرار مع الله وقوله الحمد لله الذى اذهب عنا الحزن حمد الواصلين قال سهل رضى الله عنه منهم من حمد الله على تصديق وعده ومنهم من حمد الله لانه يستوجب الحمد فى كل الاحوال لما عرف من نعمه ومالا يعرفه وهو ابلغ لكونه حال الخواص { واورثنا الارض } يريدون المكان الذى استقروا فيه من ارض الجنة على الاستعارة وايراثها اعطاؤها وتمليكها مخلفة عليهم من اعمالهم او تمكينهم من التصرف فيما فيها تمكين الوارث فيما يرثه وفى التأويلات النجمية صدق وعده للعوام بقوله واورثنا ـ الارض الى آخره وصدق وعده للخواص بقوله للذين احسنوا الحسنى وزيادة وصدق وعده لاخص الخواص بقوله ان المتقين فى جنات ونهر فى مقعد صدق عند مليك مقتدر فنعم اجر العاملين العاشقين { نتبوأ من الجنة حيث نشاء } قال فى تاج المصادر التبوؤكرفتن جاى. اخذ من المباءة وهى المحلة ويتعدى الى مفعول واحد وقال ابو على يتعدى الى مفعولين ايضا انتهى وبوأت له مكانا سويته وهيأته والمعنى بالفارسية جاى ميكريم از بهشت هركجامى خواهيم ونزول و قرار ميكنيم. اى يتبوأ كل واحد منا فى اى مكان اراده من جنة الواسعة لا من جنة غيره على أن فيها مقامات معنوية لا يتمانع واردوها كما قال فى التفسير الكبير قال حكماء الاسلام الجنة نوعان الجنات الجسمانية والجنات الروحانية فالجنات الجسمانية لا تحتمل المشاركة واما الروحانية فحصولها لواحد لا يمنع حصولها لآخرين وفى تفسير ـ الفاتحة للفنارىرحمه الله اعلم أن الجنة جنتان جنة محسوسة وجنة معنويه والعقل يعقلهما معا كما أن العالم عالمان لطيف وكثيف وغيب وشهادة والنفس الناطقة المخاطبة المكلفة لها نعيم بما تحمله من العلوم والمعارف من طريق نظرها ونعيم بما تحمله من اللذات والشهوات مما تناله بالنفس الحيوانية من طريق قواها الحسية من اكل وشرب ونكاح ولباس وروائح ونغمات طيبة وجمال حسى فى نساء كاعبات ووجوه حسان والوان متنوعة واشجار وانهار كل ذلك تنقله الحواس الى النفس الناطقة فتلتذ به ولو لم يلتذ الا الروح الحساس الحيوانى لا النفس الناطقة لكان الحيوان يلتذ بالوجه الجميل من المرأة او الغلام بالالوان. واعلم أن الله خلق هذه الجنة المحسوسة يطالع الاسد الذى هو الاقليد وبرجه وهو الاسد وخلق الجنة المعنوية التى هى روح هذه الجنة المحسوسة من الفرح الالهى من صفة الكمال والابتهاج والسرور فكانت الجنة المحسوسة كالجسم والمعقولة كالروح وقواه ولهذا سماها الحق الدار الحيوان لحياتها واهلها يتنعمون فيها حسا ومعنى والجنة ايضا اشد تنعما باهلها الداخلين فيها وكذا تطلب ملئها من الساكنين وقد ورد خبر عن النبى عليه السلام ان الجنة اشتاقت الى بلال وعلى وعمار وسليمان انتهى ما فى التفسير المذكور وفى الخبران الجنان تستقبل الى اربعة نفر صائمى رمضان وتالى القرءآن وحافظى اللسان ومطعمى الجيران يقول الفقير على هذالسر يدور قوله عليه السلام فى حق جبل احد بالمدينة احد يحبنا ونحبه وذلك لأنه ملحق بالجنان كسائر المواضع الشريفة فله الحياة والادراك وان كان خارجا عن دائرة العقل الجزئى وقال فى الاسئلة المقحمة كيف قال حيث نشاء ومعلوم أن بعضهم لا ينزل مكان غيره الا باذن صاحبه والجواب ان هذا وامثاله مبالغات يعبر بها عن احوال السعة والرفاهية ثم قد قيل لا يخلق الله فى قلوب اهل الجنة خاطرا يخالف احكامهم التى كانوا مكلفين بها فى دار الدنيا انتهى وفى الكواشى هذه اشارة الى السعة والزيادة على قدر الحاجة لا ان احدا ينزل فى غير منزله وفى فتح الرحمن روى أن امة محمد تدخل اولا الجنة فتنزل حيث تشاء منها ثم يدخل سائر الامم { فنعم اجر العاملين } الجنة يعنى بس نيكوست ثواب فرمان برندكان
قال بعض الكبار ما من فريضة ولا نافلة ولا فعل خير ولا ترك محرم ولا مكروه الا وله جنة مخصوصة ونعيم خاص يناله من دخلها وما من عمل الا وله جنة يقع التفاضل فيها بين اصحابها والتفاضل على مراتب فمنها بالسن ولكن فى الطاعة والاسلام فيفضل كبير السن على صغير السن اذا كانا على مرتبة واحدة من العمل ومنها بالزمان فان العمل فى رمضان وفى يوم الجمعة وفى ليلة القدر وفى عشر ذى الحجة وفى عاشورآء اعظم من سائر الزمان ومنها بالمكان فالصلاة فى المسجد الحرام افضل منها فى مسجد المدينة وهى من الصلاة فى المسجد الاقصى وهى منها فى سائر المساجد ومنها بالاحوال فان الصلاة بالجماعة افضل من صلاة الشخص وحده ومنها بنفس الاعمال فان الصلاة افضل من اماطة الاذى ومنها فى العمل الواحد فالمتصدق على رحمه صاحب صلة رحم وصدقة وكذا من اهدا هدية لشريف من اهل البيت افضل من أن يهدى لغيره او احسن اليه ومن الناس من يجمع فى الزمن الواحد اعمالا كثيرة فيصرف سمعه وبصره ويده فيما ينبغى فى زمان صومه وصدقته بل فى زمان صلاته فى زمان ذكره فى زمان نيته من فعل وترك فيؤجر فى الزمن الواحد من وجوه كثيرة فيفضل غيره ممن ليس له ذلك نسأل الله سبحانه ان يجعلنا من الجامعين بين صالحات الاعمال والمسارعين الى حسنات الافعال

جو از جايكاه دويدن كرو نبردى هم افتان وحيران برو
كران باد بايان بر فتندتيز توبى دست وبا ازنشستن بخيز