خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ ٱلطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ وَقُلْنَا لَهُمُ ٱدْخُلُواْ ٱلْبَابَ سُجَّداً وَقُلْنَا لَهُمْ لاَ تَعْدُواْ فِي ٱلسَّبْتِ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِّيثَاقاً غَلِيظاً
١٥٤
-النساء

روح البيان في تفسير القرآن

{ ورفعنا فوقهم الطور بميثاقهم } الباء سببية متعلقة بالرفع. والمعنى لاجل ان يعطوا الميثاق لقبول الدين ـ روى ـ ان موسى عليه السلام لما جاءهم بالتوراة فرأوا ما فيها من التكاليف الشاقة كبرت عليهم فابوا قبولها فامر جبرائيل عليه السلام بقلع الطور فظلله عليهم حتى قبلوا فرفع عنهم { وقلنا لهم } على لسان موسى والطور مشرف عليهم { ادخلوا الباب } اى باب القرية وهى اريحا على ما روى من انهم دخلوا اريحا فى زمن موسى عليه السلام او باب القبة التى كانوا يصلون اليها فانهم لم يدخلوا بيت المقدس فى حياة موسى { سجدا } اى متطامنين منحنين شكرا على اخراجهم من التيه فدخلوها زحفا وبدلوا ما قيل لهم { وقلنا لهم } على لسان داود { لا تعدوا } اى لا تظلموا باصطياد الحيتان يقال عدا يعدو عدوا واعداء وعدوانا اى ظلم وجاوز الحد والاصل لا تعدووا بواوين الاولى لام الكلمة والثانية ضمير الفاعل صار بالاعلال على وزن لا تفعوا { فى } يوم { السبت } وكان يوم السبت يوم عبادتهم فاعتدى فيه اناس منهم فاشتغلوا بالصيد { واخذنا منهم } على الامتثال بما كلفوه { ميثاقا غليظا } اى عهدا مؤكدا غاية التأكيد وهو قولهم سمعنا واطعنا قيل انهم اعطوا الميثاق على انهم ان هموا بالرجوع عن الدين فالله تعالى يعذبهم بأى انواع العذاب اراد.