خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً لَّهُمْ فِيهَآ أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِـلاًّ ظَلِيلاً
٥٧
-النساء

روح البيان في تفسير القرآن

{ والذين آمنوا } بالله وبمحمد والقرآن وسائر الآيات والمعجزات { وعملوا الصالحات } التى امر الله بها { سندخلهم جنات تجرى من تحتها الانهار خالدين فيها ابدا } اى مقيمين فيها لا يخرجون منها ولا يموتون { لهم فيها ازواج مطهرة } اى مما نساء الدنيا عليه من الاحوال المستقذرة البدنية والادناس الطبيعية كالحيض والنفاس والحقد والحسد وغير ذلك { وندخلهم ظلا ظليلا } فينانا لا جوب فيه ودائما لا تنسخه الشمش اى لا تزيله وسجسجا وهو من الزمان ما لا حر فيه ولا برد ومن المكان ما لا سهولة فيه ولا حزونه. والظليل صفة مشتقة من لفظ الظل لتأكيد معناه كما يقال ليل أليل ويوم أيوم وما اشبه ذلك.
فان قلت اذا لم يكن فى الجنة شمس تؤذى بحرها فما فائدة وصفها بالظل الظليل وايضا يرى فى الدنيا ان المواضع التى يدوم الظل فيها ولا يصل نور الشمس اليها يكون هواؤها عفنا فاسدا فى الدنيا ان المواضع التى يدوم الظل فيها ولا يصل نور الشمس اليها يكون هواؤها عفنا فاسدا مؤذيا فما معنى وصف هواء الجنة بذلك قلت ان بلاد العرب كانت فى غاية الحرارة فكان الظل عندهم من اعظم اساب الراحة وهذا المعنى جعلوه كناية عن الراحة قال عليه السلام
"السلطان ظل الله فى الارض"
.فاذا كان الظل عبارة عن الراحة كان الظل الظليل كناية عن المبالغة العظيمة فى الراحة.
قال الامام فى تفسيره هذا ما يميل اليه خاطرى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"ان فى الجنة شجرة يسير الراكب فى ظلها مائة سنة ما يقطعها اقرأوا ان شئتم وظل ممدود وفى الجنة مالا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر اقرأوا ان شئتم فلا تعلم نفس ما اخفى لهم من قرة اعين فموضع سوط من الجنة خير من الدنيا وما فيها اقرأوا ان شئتم فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز"
.قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اهل الجنة شباب جعد مرد ليس لهم شعر الا فى الرأس والحاجبين واشفار العينين"
.يعنى ليس لهم شعر عانة ولا شعر ابط "على طول آدم عليه السلام ستون ذراعا وعلى مولد عيسى عليه السلام ثلاث وثلاثون سنة بيض الالوان خضر الثياب يوضع لأحدهم مائدة بين يديه فيقبل الطائر فيقول يا ولى الله اما انى قد شربت من عين السلسبيل ورعيت من رياض الجنة تحت العرش واكلت من ثمار كذا فاطعم منى فيطعم فيكون احد جانبيه مطبوخا والآخر مشويا فيأكل منهما ما شاء الله وعليه سبعون حلة ليس فيها حلة على لون آخر"
.قال الفقيه ابو الليث من اراد ان ينال هذه الكرامة فعليه ان يداوم على خمسة اشياء. الاول ان يمنع نفسه من جميع المعاصى

ونهى النفس بفرمود الله بايدت ترك هواى ترك كناه

والثانى ان يرضى باليسير من الدنيا لان ثمن الجنة ترك الدنيا

اين زن زانيه شوى كش دنيارا كر على وار طلاقش ندهم نامردم

والثالث ان يكون حريصا على الطاعات فيتعلق بكل طاعة فلعل تلك الطاعة تكون سبب المغفرة ودخول الجنة

عمل بايد اندر طريقت نه دم كه سودى ندارد دم بى قدم

والرابع ان يحب الصالحين واهل الخير ويخالطهم ويجالسهم

نخست موعظه بير مجلس اين حرفست كه از مصاحب ناجنس احتراز كنيد

فلزم ان يكون مصاحب الانسان اهل خير لان الصحبة مؤثرة وان واحدا من الصلحاء اذا غفر الله له يشفع لاخوانه واصحاب

اميدست ازانان كه طاعت كنند كه بى طاعتانرا شفاعت كنند

والخامس ان يكثر الدعاء ويسأل الله تعالى ان يرزقه الجنة وان يجعل خاتمته فى الخير

غنيمت شمارند مردان دعا كه جوشن بود بيش تير بلا