خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قَالُواْ رَبَّنَآ أَمَتَّنَا ٱثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا ٱثْنَتَيْنِ فَٱعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَىٰ خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ
١١
-غافر

روح البيان في تفسير القرآن

{ قالوا } اى الكفرة حين خوطبوا بهذا الخطاب { ربنا } اى بروردكار مارا { امتنا } اماتتين { اثنتين واحييتنا } احياءتين { اثنتين } فهما صفتان لمصدر الفعلين المذكورين وفى الاماتتين والاحياءتين وجوه الاول ما قال الكاشفى نقلا من التبيان ذريت آدم راكه از ظهر او بيرون آورد وميثاق ازايشان فرا كرفت بميرانيد اماته نخستين آنست ودر رحم كه نطفه بودند زنده كرد بس دردنيا بميرانيد ودر آخرت زنده كردانيد { فاعترفنا } اقررنا بسبب ذلك { بذنوبنا } لا سيما انكار البعث يعنى الانبياء دعونا الى الايمان بالله وباليوم الآخر وكنا نعتقد كالدهرية ان لا حياة بعد الموت فلم نلتفت الى دعوتهم ودمنا على الاعتقاد الباطل حتى متنا وبعثنا فشاهدنا ما نحن ننكره فى الدنيا وهو الحياة بعد الموت فالآن نعترف بذنوبنا { فهل الى خروج } نوع خروج من النار سريع او بطيىء او نوع من الاعمال { من سبيل } من طريق فنسلكه ونتخلص من العذاب او هل الى خروج الى الدنيا من سبيل فنعمل غير الذى كنا نعمل كما قال هل الى مرد من سبيل فيقال فحذف الجواب كما فى عين المعانى او الجواب ما بعده من قوله ذلكم الخ كما فى غيره والثانى انهم ارادوا بالاماتة الاولى خلقهم امواتا وذلك فى الرحم قبل نفخ الروح كما قال تعالى { { وكنتم امواتا فاحياكم } وبالثانية اماتتهم عند انقضاء آجالهم على ان الاماتة جعل الشىء عادم الحياة وارادوا بالاحياء اولال الاحياء قبل الخروج من البطن وبالثانى احياء البعث ولا يلزم منه ان لا عذاب فى القبر ولا حياة ولا موت فانهم انما لم يذكروها لان حياة القبر ليست كحياة الدنيا ولا كحياة الآخرة كما فى الاسئلة المقحمة وقد ثبت بالتواتر أن النبى عليه السلام استعاذ من عذاب القبر واجمع السلف على ذلك قبل ظهور اهل البدع حتى قال بعضهم فى قوله تعالى { { ومن اعرض عن ذكرى فان له معيشة ضنكا } انه اراد فى القبر لانا نشاهد كثيرا منهم عيشهم ارغد فى الدنيا من عيش كثير من المؤمنين والثالث انهم ارادوا بالاماتة الاولى ما بعد حياة الدنيا وبالثانية ما بعد حياة القبر وبالاحياءتين ما فى القبر وما عند البعث قال فى الارشاد وهو الانسب بحالهم واما حديث لزوم الزيادة على النص ضرورة تحقق حياة الدنيا فمدفوع لكن لا بما قيل من عدم اعتدادهم بها لزوالها وانقضائها وانقطاع آثارها واحكامها بل بان مقصودهم احداث الاعتراف بما كانوا ينكرونه فى الدنيا والتزام العمل بموجب ذلك الاعتراف ليتوسلوا بذلك الى الرجوع الى الدنيا وهو الذى ارادوه بقولهم فهل الى خروج من سبيل مع نوع استبعاد له واستشعار يأس منه لا انهم قالوه بطريق القنوط المحض ولا ريب فى أن الذى كانوا ينكرونه ويفرعون عليه فنون الكفر والمعاصى ليس الا الاحياء بعد الموت واما الاحياء الاول فلم يكونوا لينظموه فى سلك ما اعترفوا به وزعموا ان الاعتراف يجديهم نفعا وانما ذكروا الموتة الاولى لترتبها عليهما ذكرا حسب ترتبها عليهما وجودا والرابع على ما فى التأويلات النجمية انهم ارادوا اماتة القلوب واحياء النفوس ثم اماتة الابدان واحياءها بالبعث