خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

ٱللَّهُ ٱلَّذِي جَعَـلَ لَكُـمُ ٱلأَرْضَ قَـرَاراً وَٱلسَّمَآءَ بِنَـآءً وَصَوَّرَكُـمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُـمْ وَرَزَقَكُـمْ مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُـمْ فَتَـبَارَكَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ
٦٤
-غافر

روح البيان في تفسير القرآن

{ الله الذى جعل لكم } لمصالحكم وحوائجكم { الارض قرارا } مستقرا اى موضع قرار ومكان ثبات وسكون فان القرار كما يجيىء بمعنى الثبات والسكون يجيىء بمعنى ما قر فيه وبمعنى المطمئن كما فى القاموس قال ابن عباس رضى الله عنهما قرارا اى منزلا فى حال الحياة وبعد الممات { والسماء بناء } البناء بمعنى المبنى اى قبة مبنية مرفوعة فوقكم ومنه ابنية العرب لمضاربهم وذلك لأن السماء فى نظر العين كقبة مضروبة على فضاء الارض وفى التأويلات النجمية خلق الارض لكم استقلالا ولغيركم طفيليا وتبعا لتكون مقركم والسماء ايضا خلق لكم لتكون سقفكم مستقلين به وغيركم تبع لكم فيه وقال بعضهم جعل الارض قرارا لأوليائه والسماء بناء لملائكته وفيه اشارة الى قوله اوليائى تحت قبابى اى مستورون تحت قباب الملكوت لا تنكشف احوالهم الا لمن عرفه الله تعالى وفى الآية بيان لفضله تعالى المتعلق بالمكان بعد بيان فضله المتعلق بالزمان وقوله تعالى { وصوركم فاحسن صوركم } بيان لفضله المتعلق بأنفسهم والفاء فى فأحسن تفسيرية فان الاحسان عين التصوير كما قوله عليه السلام "ان الله ادبنى فأحسن تأديبى" فان الاحسان عين التأديب فان تأديب الله لمثله لا يكون الا حسنا بل احسن والمعنى صوركم احسن تصوير حيث خلقكم منتصبى القامة بادى البشرة متناسبى الاعضاء والتخطيطات متهيئين لمزاولة الصنائع واكتساب الكمالات قال ابن عباس رضى الله عنهما خلق ابن آدم قائما معتدلا يأكل ويتناول بيده وغير ابن آدم بفيه وفيه اشارة الى أنه تعالى جعل ارض البشرية مقرا للروح وجمع سماء الروحانية فى عالم صوركم ولم يجمعها فى صورة شىء آخر من الملائكة والجن والشياطين والحيوانات والى هذا المعنى اشار بقوله تعالى { { لقد خلقنا الانسان فى احسن تقويم } وايضا فاحسن صوركم اذ جعلها مرءاة جماله كما قال عليه السلام "كل جميل من جمال الله وانما جعلكم جميلا ليحبكم" كما قال عليه السلام "ان الله جميل يحب الجمال" وبالفارسية حسن صورت انسانى در آنست كه او مرآت جهان نماست بهمه حقائق علوى وسفلى ومجموع دقايق صورى ومعنوى راجامعست وانوار معرفت ذات وآثار شناخت صفات ازآينه جامعه اولامع

اى صورت تو آينه سر وجود روشن زرخت برتو انوار شهود
مجموعه هر دوكونى ونيست جوتو در مملكت صورت ومعنى موجود

وفيه اشارة الى تخطئة الملائكة فيما قبحو الانسان وقالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء فان الحسن ليس ما يستحسنه الناس بل ما يستحسنه الحبيب كأن الله يقول ان الواشين قبحوا صورتكم عندنا بل الملائكة كتبوا فى صحيفتكم قبيح ما ارتكبتم ومولاكم احسن صوركم عنده بان محا من ديوانكم الزلات واثبت فى ذلك الحسنات فحسن الصورة والمعنى مخصوص بالانسان وهو المدار وما سواه دآئر عليه (قال الصائب)

اسرار جار دفتر و مضمون نه كتاب در نقطه تو ساخته ايزد نهان همه
وز بهر خدمت تو فلكها جو بندكان زاخلاص بسته اند كمر برميان همه
بيش تو سر بخاك مذلت نهاده اند باآن علوم ومرتبه روحانيان همه

{ ورزقكم من الطيبات } من المأكولات اللذيذة ومتميزكر دانيدروزى شماازروزى حيوانات.
قال فى التأويلات النجمية ليس الطيب ما يستطيبه الخلق بل الطيب ما يستيبه الحق فانه طيب لا يقبل الا طيبا فالطيب الذى يقبله الله من العبد وهو من مكاسبه الكلم الطيب وهى كلمة لا اله الا الله كما قال تعالى
{ { اليه يصعد الكلم الطيب } والطيب الذى هو من مواهب الله تعالى هو تجلى صفات جماله وجلاله واليهما اشار بقوله ورزقكم من الطيبات والحاصل أن الطيب انواع طيب الارزاق وطيب الاذكار وطيب الحالات { ذالكم } الذى نعت بما ذكر من النعوت الجليلة { الله } خبر لذلكم { ربكم } الذى يستوجب منكم العبادة خبر آخر { فتبارك الله } صفة خاصة بالله تعالى اى تقدس وتنزه وتعالى بذاته عن أن يكون له شريك فى العبادة اذ لا شريك له فى شىء من تلك النعم { رب العالمين } برور دكار عالميان از انس وجن وجز آن.
اى مالكهم ومربيهم والكل تحت ملكوته مفتقر اليه فى ذاته ووجوده وسائر احواله جميعا بحيث لو انقطع فيضه عنه آنا لانعدم بالكلية