خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تُشْرِكُونَ
٧٣
مِن دُونِ ٱللَّهِ قَـالُواْ ضَـلُّواْ عَنَّا بَل لَّمْ نَكُنْ نَّدْعُواْ مِن قَبْلُ شَيْئاً كَذَلِكَ يُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلْكَافِرِينَ
٧٤
-غافر

روح البيان في تفسير القرآن

{ ثم } اى بعد الاحراق { قيل لهم } اى يقال لهم على سبيل التوبيخ والتقريع وصيغة الماضى للدلالة على التحقق { اين } [كجااند] { ما } [آنانكه] يعنى اصنام { كنتم } فى الدنيا على الاستمرار { تشركون من دون الله } [انباز آورديدوكرفتيد بجزالله معبود بحق] اى رجاء شفاعتهم ادعوهم ليشفعوا لكم ويعينوكم وهو نوع آخر من تعذيبهم { قالوا } اى يقولون { ضلوا } غابوا اى الشركاء { عنا } عن اعيننا وان كانوا قائمين اى غير هالكين من قول العرب ضل المسجد والدار اى لم يعرف موضعهما وكذلك كل شىء قائم او غير هالك لكنك لا تهتدى اليه وذلك قبل ان يقرن بهم آلهتهم فان النار فيها امكنة متعددة وطبقات مختلفة فلا مخالفة بينه وبين قوله تعالى { { انكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم } او ضاعوا عنا فلم نجد ما كنا نتوقع منهم على ان يكون ضل بمعنى ضاع وهلك تنزيلا لوجودهم منزلة الضياع والهلاك لفقدهم النفع الذى يتوقعونه منهم وان كانوا مع المشركين فى جميع الاوقات { بل } تبين لنا انا { لم نكن ندعو } نعبد { من قبل } اى فى الدنيا بعبادتهم { شيئا } لما ظهر لنا اليوم انهم لم يكونوا شيئا يعتد به كقولك حسبته شيئا فلم يكن: وبالفارسية يعنى برماروشن شدكه جيزىرا نمىبرستيده ايم بلكه ايشانراكه عبادت مى كرديم هيج جيزى نبوده اند معتبر وما ايشانرا جيزى نمىبنداشتيم] { كذلك } اى مثل ذلك الضلال الفظيع وهو ضلال آلهتهم عنهم على التفسيرين المذكورين لقوله ضلوا { يضل الله الكافرين } حيث لا يهتدون فى الدنيا الى شىء من العقائد والاعمال ينفعهم فى الآخرة فهو ناظر الى التفسير الثانى او كما ضل عنهم آلهتهم يضلهم عن آلهتهم حتى لو تطالبوا لم يصادفوا اى لم يجد احدهم الآخر فهو ناظر الى التفسير الاول واضلال الحق عبده هو عدم عصمته اياه مما نهاه عنه وعدم معونته وامداد بما يتمكن به من الاتيان بما امره به او الانتهاء عما نهاه عنه كما فى تفسير الفاتحة للشيخ صدر الدين القنوى قدس سره. وفى نسخة الطيبى { كذلك } اى مثل ذلك الاضلال وهو الاوفق لما عرف من العادة القرآنية وهو ان تكون الاشارة الى مصدر الفعل المتأخر.
قال سعدى المفتى قلت بل الآية اى بل لم نكن الخ كقوله
{ { والله ربنا ما كنا مشركين } يفزعون الى الكذب لحيرتهم واضطرابهم ومعنى قوله { كذلك يضل الله الكافرين } انه تعالى يحيزهم فى امرهم حتى يفزعون الى الكذب مع علمهم بانه لا ينفعهم