خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لاَ تَسْمَعُواْ لِهَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ وَٱلْغَوْاْ فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ
٢٦
-فصلت

روح البيان في تفسير القرآن

{ وقال الذين كفروا } من رؤساء المشركين لأعقابهم واشقيائهم او قال بعضهم لبعض { لا تسمعوا } مشنويد وكوش منهيد { لهذا القرأن } لسماعه { والغوا فيه } اللغو من الكلام ما لا يعتد به وهو الذى لا عن روية وفكر فيجرى مجرى اللغاء وهو صوت العصافير ونحوها من الطيور اى ائتوا فيه بالباطل من الكلام الذى لا طائل تحته وعارضوه بالخرافات وهى الهذيان والاحاديث التى لا اصل لها مثل قصة رستم واسفنديار وبانشاء الارجاز والاشعار وبالتصدية والمكاء اى التصفيق والصفير وارفعوا اصواتكم بها لتشوشوا على القارئ فيختلط عليه ما يقرأه { لعلكم تغلبون } اى تغلبونه على قرآءته فيترك القرآءة ولا يتمكن السامع ايضا من سماعه ارادوا بذلك التلبيس والتشويش الاذية وايضا خافوا من انه لو سمعه الناس لآمنوا به وكان ذلك غالبا شان ابى جهل واصحابه وفيه اشارة الى ان من شأن النفوس المتمردة انشاء اللغو والباطل وحديث النفس على الدوام اشتغالا للقلوب بها عن استماع الالهامات الربانية لعلها تغلب عليها ولم تعلم ان من استغرق فى سماع اسرار الغيب فليس له عما سوى الله خبر ولا لحديث النفس فيه اثر