خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِٱلَّذِي خَلَقَ ٱلأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ
٩
-فصلت

روح البيان في تفسير القرآن

{ قل ءَإنكم } [آياشما] { لتكفرون } انكار وتشنيع لكفرهم وان واللام لتأكيد الانكار { بالذى } اى بالعظيم الشان الذى { خلق الارض } قدر وجودها اى حكم بانها ستوجد { فى يومين } فى مقدار يومين من ايام الآخرة ويقال من ايام الدنيا كما فى تفسير ابى الليث [واكر خواستى بيك لحظه بيافريدى لكن خواست كه باخلق نمايدكه سكونت وآهستكى به ازشتاب وعجله وبندكانرا نسبتى باشد بسكونت كاركردن وبراه آهستكى رفتن].
وفى عين المعانى تعليما للتأنى واحكاما لدفع الشبهات عن توهن المصنوعات تحقيقا لاعتبار الملائكة عند الاحضار وللعباد عند الاخبار وان امكن الايجاد فى الحال بلا امهال انتهى

زود درجاه ندامت سرنكون خواهد فتاد هركه باى خود كذارد بى تأمل برزمين

[امام ابو الليث آورده كه روز يكشنبه بيافريد وروز دوشنبه بكسترانيد] وسيجىء تحقيقه ويجوز ان يراد خلق الارض فى يومين اى فى نوبتين على ان ما يوجد فى كل نوبة يوجد باسرع ما يكون فيكون اليومان مجازا عن دفعتين على طريق ذكر الملزوم وارادة اللازم.
وقال سعدى المفتى الظاهر ان اليوم على هذا التفسير بمعنى مطلق الوقت انتهى.
وجه حمل اليومين على المعنيين المذكورين ان اليوم الحقيقى انما يتحقق بعد وجود الارض وتسوية السموات وابداع نيراتها وترتيب حركاتها يعنى ان اليوم عبارة عن زمان كون الشمس فوق الارض ولا يتصور ذلك قبل خلق الارض والسماء والكواكب فكيف يتصور خلق الارض فى يومين { وتجعلون له اندادا } عطف على تكفرون داخل فى حكم الانكار والتوبيخ وجمع الانداد باعتبار ما هو الواقع لا بان يكون مدار الانكار هو التعدد اى وتجعلون له انداد بمعنى تصفون له شركاء واشباها وامثالا من الآلهة والحال انه لا يمكن ان يكون له ند واحد فضلا عن الانداد وامر الله تعالى رسوله عليه السلام بان ينكر عليهم امرين. الاول كفرهم بالله بالحادهم فى ذاته وصفاته كالتجسم واتخاذ الصاحبة والولد والقول بانه لا يقدر على احياء الموتى وانه لا يبعث البشر رسلا. والثانى اثبات الشركاء والانداد له تعالى فالكفر المذكور اولا مغاير لاثبات الانداد له ضرورة عطف احدهما على الآخر { ذلك } العظيم الشأن الذى فعل ما ذكر من خلق الارض فى يومين وهو مبتدأ خبره قوله { رب العالمين } اى خالق جميع الموجودات ومربيها دون الارض خاصة فكيف يتصور ان يكون اخس مخلوقاته نداّ له تعالى