خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

لَهُ مَقَالِيدُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
١٢
-الشورى

روح البيان في تفسير القرآن

{ له مقاليد السموات والارض } قال الجواليقى فى كتابه المعرب المقليد المفتاح فارسى معرب لغة فى الاقليد والجمع مقاليد فالمقاليد المفاتيح وهى كناية عن الخزآئن وقدرته عليها وحفظه لها وفيه مزيد دلالة على الاختصاص لأن الخزآئن لا يدخلها ولا يتصرف فيها الا من بيده مفاتيحها (وقال الكاشفى) كليدهاى آسمانها وزمينها يعنى مفاتيح رزق جه خزانه آسمان مطراست وكنجينه زمين نبات.
قال ابن عطاء مقاليد الارزاق صحة التوكل ومقاليد القلوب صحة المعرفة بالله ومقاليد العلوم فى الجوع

ندارندتن بروران آكهى كه بر معده باشدزحكمت تهى

وقال بعضهم مقاليد سمواته ما فى قلوب ملائكته من احكام الغيوب ومقاليد ارضه ما اودع الحق صدور اوليائه من عجائب القلوب { يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر } يوسع ويضيق { انه بكل شىء عليم } مبالغ فى الاحاطة به فيفعل كل ما يفعل على ما ينبغى ان يفعل عليه فلا يوسع الرزق الا اذا علم أن سعته خير للعبد وكذا التضييق وفى التأويلات النجمية له مفاتيح سموات القلوب وفيها خزآئن لطفه ورحمته وارض النفوس وفيها خزآئن قهره وعزته فكل قلب مخزن لنوع من الطافه فبعضها مخزن المعرفة وبعضها مخزن المحبة وبعضها مخزن الشوق وبعضها مخزن الارادة وغير ذلك من الاحوال كالتوحيد والتفريد والهيبة والانس والرضى وغير ذلك وكل نفس مخزن لنوع من اوصاف قهره فبعضها مخزن النكرة وبعضها مخزن الجحود وبعضها مخزن الانكار وغير ذلك من الاخلاق الذميمة كالشرك والنفاق والحرص والكبر والبخل والشره والغضب والشهوة وغير ذلك وفائدة التعريف أن المقاليد له قطع افكار العباد من الخلق اليه فى جلب ما يريدونه ودفع ما يكرهونه فانه تعالى يوسع ويضيق رزق النفوس ورزق القلوب والخلق بمعزل عن هذا الوصف وفى الحديث "لا اله الا الله مفتاح الجنة" ولا شك أن الجنة جنتان جنة صورية هى دار النعيم وجنة معنوية هى القلب ومفتاح كليتهما هو التوحيد وهو بيد الله يعطيه من يشاء من عباده ويجعله من اهل النعيم مطلقا ثم ان الرزق الصورى هى المأكولات والمشروبات الحسية والرزق المعنوى هى العلوم الحقيقية والمعارف الالهية فالاول داخل فى الآية بطريق العبارة والثانى بطريق الاشارة (وفى المثنوى)

فهم نان كردن نه حكمت اى رهى زنكه حق كفتت كلومن رزقه
رزق حق حكمت بود درمرتبت كان كلو كيرت نباشد عاقبت
اين دهان بستى دهانى بازشد كه خورنده لقمهاى رازشد
كر زشير ديوتن را وا برى در فطام اوبسى حكمت خورى

نسأل الله فيضه وعطاه بحق مصطفاه