خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

حَتَّىٰ إِذَا جَآءَنَا قَالَ يٰلَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ ٱلْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ ٱلْقَرِينُ
٣٨
-الزخرف

روح البيان في تفسير القرآن

{ حتى اذا جاءنا } حتى ابتدآئيه داخلة على الجملة الشرطية ومع هذا غاية لما قبلها فان الابتدآئية لا تنافيها والمعنى يستمر العاشون على ما ذكر من مقارنة الشياطين والصدق والحسبان الباطل حتى اذا جاءنا كل واحد منهم مع قرينه يوم القيامة { قال } مخاطبا له { يا ليت بينى وبينك } فى الدنيا { بعد المشرقين } بعد المشرق والمغرب اى تباعد كل منهما عن الآخر فغلب المشرق وثنى واضيف البعد اليهما يعنى ان حق ان النسبة ان يضاف الى احد المنتسبين لان قيام معنى واحد بمحلين ممتنع بل يقوم بأحدهما ويتعلق بالآخر لكن لما ثنى المشرق بعد التغليب لم يبق مجال للاضافة الى احدهما فاضيف اليهما على تغليب القيام على التعلق والمعنى بالفارسية اى كاشكى ميان من وتو بودى روى ميان مشرق ومغرب يعنى كاش تو ازمن ومن ازتو دور بودى { فبئس القرين } اى انت وبالفارسية بس بدهمنشينئ تو. يعنى بئس الصاحب كنت انت فى الدنيا وبئس الصاحب اليوم قال ابو سعيد الخدرى رضى الله عنه اذا بعث الكافر زوج بقرينه من الشيطان فلا يفارقه حتى يصير الى النار كما ان الملك لا يفارق المؤمن حتى يصير الى الجنة فالشيطان قرين للكافر فى الدنيا والاخرة والملك قرين المؤمن فيهما فبئس القرين الاول ونعم القرين الثانى