خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ ٱلسَّمَآءُ وَٱلأَرْضُ وَمَا كَانُواْ مُنظَرِينَ
٢٩
-الدخان

روح البيان في تفسير القرآن

{ فما بكت عليهم السماء والارض } مجاز مرسل عن عدم الاكتراث بهلاكهم والاعتداد بوجودهم لان سبب البكاء على شئ هو المبالاة بوجوده يعنى انه استعارة تمثيلية بعد الاستعارة المكنية فى السماء والارض بأن شبهتا بمن يصح منه الاكتراث على سبيل الكناية واسند البكاء اليهما على سبيل التخييل كانت العرب اذا مات فيهم من له خطر وقدر عظيم يقولون بكت عليه السماء والارض يعنى ان المصيبة بموته عمت الخلق فبكى له الكل حتى الارض والسماء فاذا قالوا ما بكت عليه السماء والارض يعنون به ما ظهر بعد ما يظهر بعده ذوى الاقدار والشرف ففيه تهكم بالكفار وبحالهم المنافية لحال من يعظم فقده فيقال له بكت عليه السماء والارض وقال بعضهم هو على حقيقته ويؤيده ما روى انه عليه السلام قال "ما من مؤمن الا وله فى السماء بابان باب يخرج منه رزقه وباب يدخل منه عمله واذا مات فقداه وبكيا عليه" وتلا فما بكت الخ يعنى جون بنده وفات كندواين دودر ازنزول رزق وخروج عمل محروم ماندبروبكريند وفى الحديث "ان المؤمن يبكى عليه من الارض مصلاه وموضع عبادته ومن السماء مصعد عمله" (وروى) اذا مات كافر استراح منه السماء والارض والبلاد والعباد فلا تبكى عليه أرض ولا سماء وفى الحديث "تضرعوا وابكوا فان السموات والارض والشمس والقمر والنجوم يبكون من خشية الله"
در معالم آورده جون مؤمن بميرد جمله آسمان وزمين برويكريند وكفته اندكه كريه آسمان وزمين همجون كريه آدميانست.
يعنى بكاؤهما كبكاء الانسان والحيوان فانه ممكن قدرة كما فى الكواشى وقد ثبت ان كل شئ يسبح الله تعالى على الحقيقة كما هو عند محققى الصوفية فمن الجائز ان يبكى ويضحك بما يناسب لعالمه قال وهب بن منبه رضى الله عنه لما أراد الله ان يخلق آدم أوحى الى الارض اى أفهمها والهمها انى جاعل منك خليفة فمنهم من يطيعنى فأدخله الجنة ومنهم من يعصينى فأدخله النار فقالت الارض أمنى تخلق خلقا يكون للنار قال نعم فبكت الارض فانفجرت منها العيون الى يوم القيامة وعن انس رضى الله عنه رفعه لما عرج بى الى السماء بكت الارض من بعدى فنبت اللصف من نباتها فلما ان رجعت قطر عرقى على الارض فنبت ورد أحمر الا من اراد ان يشم رائحتى فليشم الورد الاحمر كما فى المقاصد الحسنة.
وبعضى برانندكه علامتى بريشان ظاهر شودكه دليل بود برحزن وتأسف همجون كريه كه درأغلب دالست برغم واندو.
قال عطاء والسدى بكاء السماء حمرة اطرافها وعن زيد ابن ابى زياد لما قتل الحسين بن على رضى الله عنهما احمر له آفاق السماء اشهرا واحمرارها بكاؤها وعن ابن سيرينرحمه الله اخبرونا ان الحمرة التى مع الشفق لم تكن حتى قتل الحسين رضى الله عنه اى انها زادت زيادة ظاهرة والا فانها قد كانت قبل قتله.
اين سرخى شفق كه برين جرخ بيوفاست. هرشام عكس خون شهيد ان كربلاست. كر جرخ خون ببارد ازين غصه در خورست. ورخاك خون بكريد ازين ماجرا رواست.
والشفق الحمرة وقال بعضهم الشفق شفقان الحمرة والبياض فاذا غابت الحمرة حلت الصلاة وفى الحديث
"اذا غاب القمر فى الحمرة فهو الليلة واذا غاب فى البياض فهو لليلتين" وكانت العرب يجعلون الخسوف والحمرة التى تحدث فى السماء بكاء على الميت ولما كسفت الشمس يوم موت ابنه عليه السلام ابراهيم قال الناس كسفت لموت ابراهيم فخطبهم فقال "ان الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت احد ولا لحياته فاذا رأيتموها فادعوا الله وصلوا حتى تنجلى" وهذا لا ينافى ما سبق فان مراده عليه السلام رفع اعتقاد اهل الجاهلية ولا شك ان كل حادث فهو دال على امر من الامور ولذا امر بالدعاء والصلاة وسر الدعاء ان النفوس عند مشاهدة ما هو خارق العادة تكون معرضة عن الدنيا ومتوجهة الى الحضرة العليا فيكون اقرب الى الاجابة هذا هو السر فى استجبابة الدعوات فى الاماكن الشريفة والمزارات قال بعضهم لا تبكى السموات والارض على العصاة واهل الدعوى والانانية فكيف تبكى السماء على من لم يصعد اليها منه طاعة وكيف تبكى الارض على من عصى الله عليها بل يبكيان على المطيعين خصوصا على العارفين اذا فارقوا الدنيا حين لا يصعد الى السماء انوار انفاسهم ولا يجرى على الارض بركات آثارهم وفى الحديث "ان السماء والارض تبكيان لموت العلماء" وفى الحديث "ما مات مؤمن فى غربة غابت عنه بواكيه الا بكت عليه السماء والارض" ثم قرأ الآية وقال "انهما لا تبكيان على كافر" وقال بعض المفسرين معنى الآية فما بكت عليهم اهل السماء والارض فاقام السماء والارض مقام اهلهما كما قال واسأل القرية وينصره قوله عليه السلام "اذا ولد مولود من امتى تباشرت الملائكة بعضهم ببعض من الفرح واذا مات من امتى صغير او كبير بكت عليه الملائكة" وكذا ورد فى الخبر "ان الملائكة يبكون اذا خرج شهر رمضان وكذا يسبتشرون اذا ذهب الشتاء رحمة للمساكين" { وما كانوا } لما جاء وقت هلاكهم { منظرين } ممهلين الى وقت آخرين او الى الآخرة بل عجل لهم فى الدنيا اما الاول فلأن العمر الانسانى عبارة عن الانفاس فاذا نفدت لم يبق للتأخير مجال واما الثانى فانهم مستحقون لنكال الدنيا والآخرة اما نكال الدنيا فلاشتغالهم بظواهرهم باذية الداعى مستعجلين فيها واما نكال الآخرة فلمحاربتهم مع الله ببواطنهم بالتكذيب والانكار والدنيا من عالم الظاهر كما ان الآخرة من عالم الباطن فجوزوا فى الظاهر والباطن بما يجرى على ظواهرهم وبواطنهم وهذا بخلاف حال عصاة المؤمنين فانهم اذا فعلوا ذنبا من الذنوب ينظرون الى سبع ساعات ليتوبوا فلا يكتب فى صحائف اعمالهم ولا يؤاخذون به عاجلا لان الله يعفو عن كثير ويجعل بعض المصائب كفارة الذنوب فلا يؤاخذ آجلا ايضا فلهم الرحمة الواسعة والحمد لله تعالى ولكن ينبغى للمؤمن ان يعتبر باحوال الامم فيطيع الله تعالى فى جميع الاحوال ويجتهد فى احياء الدين لا فى اصلاح الطين ونعم ما قال بعضهم.
خاك دردستش بودجون باد هنكام رحيل. هركه اوقات كرامى صرف آب وكل كند.
ومن الله العون