خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

لاَ يَذُوقُونَ فِيهَا ٱلْمَوْتَ إِلاَّ ٱلْمَوْتَةَ ٱلأُولَىٰ وَوَقَاهُمْ عَذَابَ ٱلْجَحِيمِ
٥٦
-الدخان

روح البيان في تفسير القرآن

{ لا يذوقون فيها } اى فى الجنات { الموت الا الموتة الاولى } الموت والموتة مصدران من فعل واحد كالنفخ والنفخة الا ان الموتة أخص من الموت لان الموتة للوحدة والموت للجنس فيكون بعضا من جنس الموت وهو فرد واحد ونفى الوحدة أبلغ من نفى الجنس فكانت أقوى وانفى فى نفى الموت عن انفسهم كأنه قال لا يذوقون فيها شيئا من الموت يعنى اقل ما ينطلق عليه اسم الموت كما بحر العلوم والاستثناء منقطع اى لا يذوقون الموت فى الجنة لكن الموتة الاولى قد ذاقوها قبل دخول الجنة.
يعنى مرك اول كه در دنيا جشيدند مؤمنا نرامرك آنست ثم اذا بعثوا ودخلوا الجنة يستمرون على الحياة جون معهود نزديك مردمان آنست كه هرزندكىرا مرك دربى است حق تعالى خبرادادكه حيات بهشت را مرك نيست بلكه حيات اوجاودانست.
فعيشتهم المرضية مقارنة للحياة الابدية بخلاف اهل النار فانه لا عيشة لهم وكذا لا يموتون فيها ولا يحيون ويقال ليس فى الجنة عشرة اشياء ليس فيها هرم ولا نوم ولا موت ولا خوف ولا ليل ولا نهار ولا ظلمة ولا حر ولا برد ولا خروج ويجوز أن يكون الاستثناء متصلا على ان المراد بيان استحالة ذوق الموت فيها على الاطلاق كأنه قيل لا يذوقون فيها الموتة الا اذا امكن ذوق الموتة الاولى فى المستقبل وذوق الماضى غير ممكن فى المستقبل لا سيما فى الجنة التى هى دار الحياة فهذا من باب التعليق بالمحال كقوله تعالى
{ { ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء الا ما قد سلف } والمقصود انهم لا يذوقون فيها الموت البتة وكذا لا ينكحون منكوحات آبائهم قطعا وقيل الا بمعنى بعد او بمعنى سوى فان قلت هذا دليل على نفى الحياة والموت فى القبر قلت اراد به جنس الموت المتعارف المعهود فيما بين الخلق فان الموت المعهود لا يعرى عن الغصص والموت بعد الاحياء فى القبر يكون اخف من الموت المعهود كما فى الاسئلة المقحمة.
يقول الفقير دلت الآية على ان الموت وجودى لانه تعلق به الذوق وهو الاحساس به احساس الذآئق المطعوم والاكثرون على انه عدمى اى معدوم فى الخارج غير قائم بالميت لان المعدوم لا يحتاج الى المحل وسيجيئ تحقيقه فى محله ان شاء الله تعالى وفى هذه الآية اشارة الى انهم لا يذوقون فيها موت النفس بسيف المجاهدة وقمع الهوى وترك الشهوات الا الموتة الاولى فى الدنيا بقتل النفس بسيف الصدق فى الجهاد الاكبر وكما ان السيف لا يجرى على المعدوم فكذا على النفس الفانية اذ لا يموت الانسان مرتين وايضا ان الموتة الاولى هى العدم قبل الوجود فبعد الوجود لا يذوق احد الموت والعدم المحض لان الله تعالى قد وهب له الوجود فلا يرجع عن هبته فانه غنى وما ورد من ان الحيوانات العجم تصير ترابا يوم القيمة حتى يتمنى الكافر ان يكون مثلها فذلك ليس باعدام محض بل الحاق بتراب ارض الآخرة ويجوز أن يقال ان وجودات الاشياء الخسيسة لا اعتبار لها والله سبحانه وتعالى أعلم { ووقاهم عذاب الجحيم } الوقاية حفظ الشئ مما يؤذيه ويضره اى حفظهم من النار وصرفها عنهم وبالفارسية ونكاه ميدارد حق تعالى بهشتيانرا واز ايشان دفع ميكند عذاب دوزخ.
وفيه اشارة الى عذاب البعد وجحيم الهجران