خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَضْلاً مِّن رَّبِّكَ ذَلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ
٥٧
-الدخان

روح البيان في تفسير القرآن

{ فضلا من ربك } منصوب بمقدر على المصدرية او الحالية اى اعطى المتقون ما ذكر من نعيم الجنة والنجاة من عذاب الجحيم عطاء وتفضلا منه تعالى لا جزآء للاعمال المعلولة واحتج اهل السنة بهذه الآية على ان كل ما وصل اليه العبد من الخلاص من النار والفوز بالجنة ونعيمها فانما يحصل بفضل الله واحسانه وانه لا يجب عليه شئ من ذلك ففى اثبات الفضل نفى الاستحقاق فجميع الكرامات فضل منه على المتقين حيث اختارهم بها فى الازل واخرجها من علل الاكتساب فان الاكتساب ايضا فضل اذ لو لم يخلق القدرة على كسب الكمالات وتحصيل الكرامات لما وجد العبد اليه سبيلا وفى الحديث "لا يدخل احدا منكم عمله الجنة ولا يجيره من النار ولا أنا الا برحمة الله" اى ولا انا أدخل الجنة بعمل الا برحمة الله وليس المراد به توهين امر العمل بل نفى الاغترار به وبيان انه انما يتم بفضل الله قال ابن الملك فى الحديث دلالة على مذهب اهل السنة وحجة على المعتزلة حيث اعتقدوا ان دخولها انما يحصل بالعمل واما قوله تعالى { { ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون } ونظائره فلا ينافى الحديث لان الآية تدل على سببية العمل والمنفى فى الحديث عليته وايجابه انتهى.
قال حضرة الشيخ الاكبر قدس سره الاطهر فى مواقع النجوم الدخول برحمة الله وقسمة الدرجات بالاعمال والخلود بالنيات فهذه ثلاثة مقامات وكذلك فى دار الشقاوة دخول اهلها فيها بعدل الله وطبقات عذابها بالاعمال وخلودهم بالنيات وأصل ما استوجبوا به هذا العذاب المؤبد المخالفة كما كانت فى السعادة الموافقة وكذلك من دخل من العاصين النار لولا المخالفة لما عذبهم الله شرعاً نسئل الله لنا وللمسلمين ان يستعملنا بصالح الاعمال ويرزقنا الحياء منه تعالى { ذلك } آن صرف عذاب وحيات ابدى دربهشت { هو الفوز العظيم } الذى لا فوز ورآءه اذ هو خالص من جميع المكاره ونيل لكل المطالب والفوز والظفر مع حصول السلامة كما فى المفردات.
يقول الفقير لما كان الموت وسيلة لهذا الفوز وبابا له ورد الموت تحفة المؤمن والموت وان كان من وجه هلكا فمن وجه فوز ولذلك قيل ما احد الا والموت خير له اما المؤمن فانما كان الموت خيرا له لانه يتخلص به من السجن ويصل الى النعيم المقيم فى روضات الجنات واما العاصى فلان الامهال فى الدنيا سبب لازدياد المعاصى والاثم كما قال تعالى
{ { انما نملى لهم ليزدادوا اثما } وهو سبب لازياد العذاب (قال الشيخ سعدى) نكو كفت لقمان كه نازيستن. به ازسالها برخطا زيستن. هم ازبا مدادان در كلبه بست. به ازسود وسرمايه دادن زدست