خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

هَـٰذَا هُدًى وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَٰتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ
١١
-الجاثية

روح البيان في تفسير القرآن

{ هذا } اى القرءآن { هدى } اى فى غاية الكمال من الهداية كأنه نفسها كقولك زيد عدل { والذين كفروا بآيات ربهم } القرءآنية { لهم عذاب من رجز } اى من شدة العذاب { أليم } بالرفع صفة عذاب وبالفارسية ازسخت ترين عذابى ألم رسانيده.
وفى الآيات اشارات.
منها ان بعض الناس يسمع آيات الله فى الظاهر اذ تتلى عليه ولا يسمعها بسمع الباطن ويتصامم بحكم الخذلان والغفلة فله عذاب أليم لاستكباره عن قبول الحق وعدم العمل بموجب الآيات وكذا اذا سمعها وتلاها بغير حضور القلب.
تعتيست اين كه بر لهجه وصوت. شوداز توحضور خاطر فوت. فكر حسن غنا برد هوشت. متكلم شودفراموشت. نشودبردل توتابنده. كين كلام خداست يابنده.
ومن استمع بسمع الحق والفهم واستبصر بنور التوحيد فاز بذخر الدارين وتصدى لعز المنزلين.
ومنها ان العالم الربانى اذا افاد شيئا من العلم ينبغى ان يكون فى حيز القبول ولا يقابل بالعناد والتأول على المراد من غير أن يكون هناك تصحيح باسناد وذلك فان العبد يكاشف امورا بتعريفات الغيب لا يتداخله فيها ريب ولا يتخالجه منها شك فمن استهان بها وقع فى ذل الحجاب وجهنم البعد كما عليه أهل الانكار فى كل الاعصار حيث لا يقبلون اكثر ما ذكره مثل الامام الغزالى والامام المكى فيكونون كمن يؤمن ببعض ويكفر ببعض بموافقة الاهوآء والاغراض.
ومنها ان القرءآن هداية لكن للمقرين لا للنكرين فمن اقر بعباراته واشاراته نجا من الخذلان والوقوع فى النيران ومن انكرها وقع فى عذاب عظيم يذل فيه ويهان