خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قُل لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ يَغْفِرُواْ لِلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ أَيَّامَ ٱللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْماً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ
١٤
-الجاثية

روح البيان في تفسير القرآن

{ قل للذين آمنوا } اغفروا يعنى در كذرانيدوعفو كنيد.
وهو مقول القول حذف لدلالة الجواب عليه وهو قوله { يغفروا للذين لا يرجون ايام الله } كما فى قوله تعالى
{ { قل لعبادى الذين آمنوا يقيموا الصلاة } اى قل لهم اقيموا الصلاة يقيموا الصلوة قال صاحب الكشاف وجوزوا ان يكون يقيموا بمعنى ليقميوا ويكون هذا هو المقول قالوا وانما جاز حذف اللام لان الامر الذى هو قل عوض عنه ولو قيل يقيموا ابتدآء بحذف اللام لم يجز وحقيقة الرجاء تكون فى المحبوب فهو هنا محمول على المجاز وهو التوقع والخوف والمعنى يعفوا ويصفحوا عن الذين لا يتوقعون ولا يخافون وقائعه تعالى باعدآئه فى الامم الماضية لقولهم ايام العرب لوقائعها كيوم بعاث وهو كغراب ويثلث موضع بقرب المدينة ويومه معروف كما فى القاموس وقيل لا يأملون الاوقات التى وقتها الله لثواب المؤمنين ووعدهم الفوز فيها واضافتها الى الله كبيت الله وهذه الآية نزلت قبل آية القتال ثم نسخت بها وذلك لان السورة مكية بالاتفاق الا ان المارودى استثنى هذه الاية وقال انها مدنية نزلت فى عمر بن الخطاب رضى الله عنه وعزاه الى ابن عباس رضى الله عنهما وقتادة وذلك ان عمر رضى الله عنه شتمه غفارى فهم ان يبطش به فنزلت فى حقه قال فى القاموس وبنوا غفار ككتاب رهط ابى ذر الغفارى وقيل نزلت حين قال رئيس المنافقين عبد الله بن ابى ما قال وذلك انهم نزلوا فى غزوة بنى المصطلق على بئر يقال لها مريسيع مصغر مرسوع فارسل ابن ابى غلامه يستقى فابطأ عليه فلما اتاه قال له ما حبسك قال غلام عمر قعد على طرف البئر فما ترك احدا يستقى حتى ملأ قرب النبى عليه السلام وقرب ابى بكر وعمر فقال ابن ابى ما مثلنا ومثل هؤلاء الا كما قيل سمن كلبك يأكلك فبلغ ذلك عمر فاشتمل سيفه يريد التوجه اليه فأنزلها الله.
ودر تفسير اما ثعلبى مذكور است كه بعد از نزول آيت من ذا الذى يقرض الله قرضا حسنا فنحاص عاذور اليهودى بر سبيل طنز كفت خداى تعالى مكر محتاج است كه قرض ميطلبد ابن خبر يفاروق رضى الله عنه رسيده بر جست وشمشير كشيد ورى بجست وجوى اونهاد تاهر جابيند بقتلش رساند حضرت عليه السلام بطلب عمر فرستاد جون حاضر شد كفت اى عمر شمشير بنه كه حق سبحانه وتعالى بعفو فرموده وآيت بروى خواند عمر كفت يا رسول الله بدان خداىكه ترابحق بخلق فرستادكه ديكراثر غضب درروى من نه ييندودمقابله كناه جزصفت عفواز من مشاهده نكند. جويد بينى زخلق ودر كذارى. ترازيبد طريق بردبارى. اكرجه دامنت رامى دردخار. توكل باش ودهان برخنده ميدار { ليجزى قوما بما كانوا يكسبون } تعليل للامر بالمغفرة والمراد بالقوم المؤمنون والتنكير لمدحهم والثناء عليهم اى امرو بذلك ليجزى الله يومه القيامة قوما اى قوم لا قوما مخصوصين بما كسبوا فى الدنيا من الاعمال الحسنة التى من جملتها الصبر على اذية الكفار والمنافقين والاغضاء عنهم بكظم الغيظ واحتمال المكروه وما يقصر عنه البيان من الثواب العظيم وقد جوز أن يراد بالقوم الكفرة وبما كانوا يكسبون سيئاتهم التى من جملتها ما حكى من الكلمة الخبيثة والتنكير للتحقير فان قلت مطلق الجزآء لا يصلح تعليلا للامر بالمغفرة لتحققه على تقديرى المغفرة وعدمها قلت لعل المعنى قل للمؤمنين يتجاوزوا عن اساءة المشركين والمنافقين ولا يباشروا بأنفسهم لمجازاتهم ليجزيهم الله يوم القيامة جزآء كاملا يكافى سيئاتهم ويدل على هذا المعنى الآية الآتية وايضا ان الكسب فى اكثر ما ورد فى القرءآن كسب الكفار ويجوز أن يكون المعنى ليجزيهم الله وقت الجزآء كيوم بدر ونحوه وفى الاية اشارة الى ان المؤمن اذا غفر لاهل الجرآئم وان لم يكونوا اهل المغفرة لاصرارهم على الكفر والاذى يصير متخلقا باخلاق الحق ثم الله تعالى يجزى كل قوم جزآء عملهم من الخير والشر اما فى الدنيا والآخرة او فى الاخرة