خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

أَوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَارَهُمْ
٢٣
-محمد

روح البيان في تفسير القرآن

{ اولئك } اشارة الى المخاطبين بطريق الالتفات ايذانا بان ذكر اهانتهم اوجب اسقاطهم عن رتبة الخطاب وحكاية احوالهم الفظيعة لغيرهم وهو مبتدأ خبره قوله تعالى { الذين لعنهم الله } اى ابعدهم من رحمته { فأصمهم } عن استماع الحق لتصامهم عنه بسوء اختيارهم والاصمام كركردن { واعمى ابصارهم } لتعاميهم عما يشاهدونه من الآيات المنصوبة فى الانفس والآفاق والاعماء كور كردن.
قيل لم يقل اصم آذانهم لانه لا يلزم من ذهاب الآذان ذهاب السماع فلم يتعرض لها ولم يقل اعماهم لانه لا يلزم من ذهاب الابصار وهى الاعين ذهاب الابصار قال سعدى المفتى اصمام الآذان غير اذهابها ولا يلزم من احدهما الاخر والصمم والعمى يوصف بكل منهما الجارحة وكذلك مقابلهما من السماع والابصار ويوصف به صاحبها فى العرف المستمر وقد ورد النزيل على الاستعمالين اختصر فى الاصمام واطنب فى الاعماء مع مراعاة الفواصل وفى الآية اشارة الى اهل الطلب واصحاب المجاهدة ان اعرضتم عن طلب الحق ان تفسدوا فى ارض قلوبكم بافساد استعدادها لقبول الفيض الالهى وتقطعوا ارحامكم مع اهل الحب فى الله فتكونوا فى سلك اولئك الذين الخ وهذا كما قال الجنيد قدس سره لو اقبل صديق على الله الف سنة ثم اعرض عنه لحظة فان ما فاته اكثر مما ناله.
يقول الفقير وقع لى فى الحرم النبوى على صاحبه السلام انى قعدت يوما عند الرأس المبارك على ما هو عادتى مدة مجاورتى فرأيت بعض الناس يسيئون الادب فى تلك الحضرة الجليلة وذلك من وجوه كثيرة فغلبنى البكاء الشديد فاذا هذه الآية تقرأ على اذنى اولئك الذين لعنهم الله يعنى ان المسيئين للادب فى مثل هذا المقام محرومون من درجات اهل الآداب الكرام (وفى المثنوى) از خدا جوييم توفيق ادب بى ادب محروم كشت از لطف رب بى ادب تنهانه خودرا داشت بد بلكه آتش در همه آفاق زد هركه بى باكى كند در راه دوست رهزن مردان شده نامرد اوست