خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى ٱلصَّلاَةِ ٱتَّخَذُوهَا هُزُواً وَلَعِباً ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ
٥٨
-المائدة

روح البيان في تفسير القرآن

{ واذا ناديتم الى الصلوة اتخذوها } اى الصلاة والمناداة { هزوا ولعبا } كان المؤذنون اذا اذنوا للصلاة تضاحكت اليهود فيما بينهم وتغامزوا سفها واستهزاء بالصلاة وتجهيلا لاهلها وتنفيرا للناس عنها وعن الداعى اليها { ذلك } اى الاستهزاء المذكور المستقر { بأنهم قوم لا يعقلون } اى بسبب عدم عقلهم فان السفه يؤدى الى الجهل بمحاسن الحق والهزء به ولو كان لهم عقل فى الجملة لما اجترأوا على تلك العظيمة: وفى المثنوى

كشتى بى لنكر آمد مردشر كه زباد كز نيابد اوحذر
لنكر عقلست عافل را امان لنكرى دريوزه كن ازعاقلان

قال العلماء ثبوت الاذان ليس بالمنام وحده بل هو ثابت بنص هذه الآية فان المعنى اذا دعوتم الناس الى الصلاة بالاذان والنداء الدعاء بارفع الصوت. وفى الاذان حكم منها اظهار شعائر الاسلام وكلمة التوحيد والاعلام بدخول وقت الصلاة وبمكانها والدعاء الى الجماعة الى غير ذلك ولو وجد مؤذن حسن الصوت يطلب على اذانه الاجر والرزق وآخر يتبرع بالاذان لكن غير حسن الصوت فايهما يؤخذ ففيه وجهان اصحهما انه يرزق حسن الصوت فان لحسن الصوت تأثيرا كما ان لقبحه تغييرا وتنفيرا: وفى المثنوى

يك مؤذن داشت بس اوآزبد درميان كافرستان بانك زد
جند كفتندش مكو بانك نمار كه شود جنك وعداوتها دراز
اوستيزه كرد وبس بى احتراز كفت در كافر ستان بانك نماز
خلق خائف شد زفتنه عامه خود بيامد كافرى باجامه
شمع وحلوا باجنان جامه لطيف هديه آورد وبيامد جون أليف
برس برسان كين مؤذن كوكجاست كه صلا وبانك او راحت فزاست
دخترى دارم لطيف وبس سنى آرزو مى بود اورا مؤمنى
هيج اين سودانمى رفت ازسرش بندها مىداد جندين كافرش
هيج جاره مى ندانستم دران تافر وخواند اين مؤذن آن اذان
كفت دخترجيست اين مكروه بانك كه بكوشم آمداين دوجار دانك
من همه عمراين جنين آواز زشت هيج نشنيدم درين ديرو كنشت
خواهرش كفتا كه اين بانك اذان هست اعلام درشعار مؤمنان
باورش نامد بيرسيد ازدكر آن ديكرهم كفت آرى اىبدر
جون يقين كشتش رخ اوزردشد از مسلمانى دل او سرد شد
بازرستم من زتشويش وعذاب دوش خوش خفتم دران بى خوف خواب
راحتم اين بود از آواز او هديه آوردم بشكر آن مردكو
جون بديدش كفت اين هديه بذير كه مرا كشتى مجيرو دستكيز
كربمال ملك وثروت فردمى من دهانت را براززر كردمى

ورد فى التأذين فضائل وفى الحديث "اول الناس دخولا الجنة الانبياء ثم الشهداء ثم بلال"
.مع مؤذنى الكعبة ثم مؤذنوا بيت المقدس ثم مؤذنوا مسجد النبى صلى الله تعالى عليه وسلم ثم سائر المؤذنين على قدر أعمالهم وفى الحديث "ثلاثة لا يكترثون من الحساب ولا تفزعهم الصيحة ولا يحزنهم الفزع الاكبر حامل القرآن العامل بما فيه يقدم على الله سيدا شريفا ومؤذن اذن سبع سنين لا يأخذ على اذانه طعما وعبد مملوك احسن عبادة ربه وادى حق مولاه"
.واذا اجتمع الاذان والامامة فى شخص فالامامة افضل لمواظبة النبى عليه السلام عليها وانما أم ولم يؤذن لانه عليه السلام لو اذن لكان كل من تخلف عن الاجابة كافرا ولانه لو كان داعيا لم يجز ان يشهد لنفسه ولانه لو اذن وقال اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله لتوهم ان ثمة نبيا غيره ولأن الاذان رآه غيره فى المنام فولاه الى غيره وايضا انه عليه السلام كان اذا عمل عملا اثبته اى جعله ديمة وكان لا يتفرغ لذلك لاشتغاله بتبليغ الرسالة وهذا كما قال سيدنا عمر رضى الله عنه لولا الخليفى لاذنت.
وكره اللحن فى الاذان لما روى ان رجلا جاء الى ابن عمر رضى الله عنهما فقال انى احبك فقال انى ابغضك فى الله فقال لم فقال لانه بلغنى انك تغنى فى اذانك يعنى تلحن وذلك مثل ان يقول آلله بمد الالف الاولى لانه استفهام وشك وان يقول اكبار بمد الباء لانه اسم الشيطان وغير ذلك الى آخر كلمات الاذان.
واجابة المؤذن واجبة على كل من سمعه وان كان جنبا او حائضا اذ لم يكن فى الخلاء او فى الجماع.
وذكر تاج الشريعة ان اجابة المؤذن سنة.
وقال النووى مستحبة فيقول بمثل ما يقول المؤذن وضعف تقبيل ظفرى ابهاميه مع مسبحتيه والمسح على عينيه عند قوله محمد رسول الله لانه لم يثبت فى الحديث المرفوع لكن المحدثين اتفقوا على ان الحديث الضعيف يجوز العمل به فى الترغيب والترهيب فقط ويقول عند حى على الصلاة "لا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم" وعند حى على الفلاح "ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن" وعند قوله الصلاة خير من النوم "صدقت وبالخير نطقت" وفى قوله قد قامت الصلاة "اقامها الله وادامها" وحين ينتهى الى قوله قد قامت الصلاة يجيب بالفعل دون القول ـ وروى ـ
"عن ميمونة رضى الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قام بين صف الرجال والنساء فقال يا معشر النساء اذا سمعتن اذان هذا الحبشى واقامته فقلن كما يقول فان لكن بكل حرف الف درجة قال عمر رضى الله عنه هذا فى النساء فما للرجال قال ضعفان يا عمر"
.قال حضرة الشيخ الشهير بافتاده افندى حبذا الكلام ونعم النداء الاذان فعند قوله الله أكبر الله اكبر "لو انكشف وتجلى عظمة الله تعالى وكبرياؤه" وعند قوله اشهد ان لا اله الا الله "لو انكشف وحدانيته" وعند اشهد ان محمدا رسول الله "لو انكشف حقانيته" وعند الحيعلتين "لو ظهر الطلب من الطالب الى المطلوب" وعند الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله "لو تجلى الذات لتم المقصود وحصل المراد" انتهى.
ومن فضائل الاذان انه لو اذن خلف المسافر فانه يكون فى امان الى ان يرجع. وان اذن فى اذن الصبى واقيم فى اذنه الاخرى اذا ولد فانه امان من ام الصبيان واذا وقع هذا المرض ايضا وكذا اذا وقع حريق او هجم سيل او برد او خاف من شىء كما فى الاسرار المحمدية.
والاذان اشارة الى الدعوة الى الله حقيقة والداعى هو الوارث المحمدى يدعو اهل الغفلة والحجاب الى مقام القرب ومحل الخطاب فمن كان اصم عن استماع الحق استهزأ بالداعى ودعوته لكمال جهالته وضلالته ومن كان ممن القى السمع وهو شهيد يقبل الى دعوة الله العزيز الحميد وينجذب الى حضرة العزة ويدرك لذات شهود الجمال ويغتنم مغانم اسرار الوصال

جوانا سرمتات ازبند بيران كه رأى بيرت ازبخت جوان به