خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

لَهُمْ دَارُ ٱلسَّلَٰمِ عِندَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
١٢٧
-الأنعام

روح البيان في تفسير القرآن

{ لهم } كأن سائلا يسأل عما اعد الله تعالى للمتذكرين بما فى تضاعيف الآيات فقيل لهم { دار السلام } اى السلامة من كل المكاره وهى الجنة { عند ربهم } حال من دار السلام اى نزله وضيافته كما تقول نحن اليوم عند فلان اى فى كرامته وضيافته. وقيل العندية كناية عن وعدها والتكفل بها { وهو وليهم } اى مولاهم ومحبهم او ناصرهم على اعدائهم { بما كانوا يعملون } اى بسبب الاعمال الصالحة. واعلم ان الله تعالى بين حسن الايمان وقبح الكفر وحال السعيد والشقى ورغب فى طريق الانبياء والاولياء وجعل العمل الصالح وهو ما اريد به وجه الله سببا لمحبة الله ودخول دار السلام وهى دار القرار التى يأمن من دخلها من العذاب مطلقا فالله تعالى ولى الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات الى النور ـ روى ـ ان عمر بن الخطاب جهز جيشا الى فتح بعض حصون ديار العجم اربعة آلاف فارس وامر عليهم ابنه عبدالله رضى الله عنهما قال فسرنا حتى حاصرنا قلعة على جبل عال لا يصل اليه اسلحتنا فحاصرناها وكان فيها جيش من الكفار وكانت اميرتهم امرأة حسناء فحصل لنا تعب شديد ففى ذات يوم نظرت اميرتهم من المنظرة عسكرنا فرأت شابا حسنا من شبان العرب وكان شابا فارسا ماهرا فى الحرب فلما وقع نظرها عليه تأوهت فقالت لها بعض جواريها لم تأوهت يا ملكة وانت فى حصار ومنعة فقالت ان حصننا هذا يفتحه هذا الشاب قالت وكيف ذلك قالت سترين بعد ساعة ثم ارسلت اليه الملكة رسولا تقول هل اجد اليك سبيلا فتكون لى واكون لك فقال الشاب نعم بشرطين ان تسلمى الحصن الخارج الينا والداخل اليه فارسلت مع الرسول تستفهم اما الخارج فعرفنا واما الداخل فما عرفنا قال لها تسلمى قلبك الى الله تعالى وتقرين له بالوحدانية فارسلت اليه قوما ادخل بعسكرك فانى قد فتحت لك الباب فلما دخل الحصن عرض عليها الاسلام فقالت اعلم انى ملكة ذات همة عالية فهل فى عسكرك من هو اكبر منك حتى اسلم على يديه قال نعم اميرنا وكبيرنا وهو ابن امير المؤمنين فلما حضرت بين يدى عبدالله بن عمر رضى الله عنهما عرض عليها الاسلام فقالت كالاول هل احد اكبر منك فى المسلمين حتى اسلم بين يديه فقال لها نعم والدى امير المؤمنين عمر رضى الله عنه فقالت ارسلنى اليه حتى اسلم بين يديه فارسلها ومعها عسكر واموال جزيلة اخرجتها معها من الحصار فلا زالت حتى وصلت الى عمر رضى الله عنه فقالت له يا امير المؤمنين هل هنا احد اكبر منك قال نعم محمد رسول الله وهذا قبره الشريف واشار الى الروضة المطهرة فقالت لا اسلم الا بين يديه فاجابها لما قالت فلما اتت الروضة المنورة سلمت وجلست بادب ووقار فى حضرة النبى عليه السلام وقالت اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا عبده ورسوله ثم قالت خرجت من الظلمات الى النور وانا اخشى يا رسول الله ان يدنس ايمانى المعاصى فاسأل ربك الذى ارسلك الينا بالحق ان يقبض روحى قبل ان اعصيه مرة اخرى ثم وضعت رأسها على عتبة المصطفى صلى الله عليه وسلم فماتت من ساعتها فبكى عمر رضى الله عنه من حسن حالها وامر بغسلها وتجهيزها ودفنها بالبقيع بين الصحابة رضى الله عنهم

بروز واقعة تابوت من زسر وكنيد كه ميروم بهواى بلند بالانى

اللهم اجعلنا من الذين سلكوا الصراط المستقيم ووصلوا الى جنابك بالقلب السليم فنجوا من عذابك الاليم آمين كريم يا رحيم.