خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَّا فَرَّطْنَا فِي ٱلكِتَٰبِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ
٣٨
-الأنعام

روح البيان في تفسير القرآن

{ وما من دابة فى الارض } من زائدة لتأكيد الاستغراق وفى متعلقة بمحذوف هو وصف الدابة اى وما فرد من افراد الدواب يستقر فى قطر من اقطار الارض { ولا طائر } من الطيور فى ناحية من نواحى الجوّ { يطير بجناحيه } كما هو المشاهد المعتاد. فقيد الطيران بالجناح تأكيد كما يقال نظرت بعينى واخذت بيدى او هو قطع لمجاز السرعة لانه يقال طار فلان فى الارض اى اسرع { إلا أمم امثالكم } محفوظة احوالها مقدرة ارزاقها وآجالها { ما فرطنا فى الكتاب من شئ } يقال فرط فى الشئ ضيعه وتركه اى ما تركنا فى القرآن شيئاً من الاشياء المهمة التى بينا انه تعالى مراع فيها لمصالح جميع مخلوقاته على ما ينبغى بل قد بينا كل شئ اما مفصلا او مجملا اما المفصل فكقوله تعالى { { أن النفس بالنفس والعين بالعين } [المائدة: 45].
واما المجمل فكقوله تعالى
{ { وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا } [الحشر: 7] ـ روى ـ ان الامام الشافعى كان جالسا فى المسجد الحرام فقال لا تسألونى عن شئ الا اجيبكم فيه من كتاب الله تعالى فقال رجل ما تقول فى المحرم اذا قتل الزنبور فقال لا شئ عليه فقال اين هذا فى كتاب الله فقال قال الله تعالى { { وما آتالكم الرسول } [الحشر: 7] الآية.
ثم ذكر اسنادا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال
"للمحرم قتل الزنبور"
.{ ثم الى ربهم } اى الامم { يحشرون } يوم القيامة الى ربهم لا الى غيره فيقضى بينهم.